حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام - عامر حسن صبري
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وقال الإمام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني فى كتاب الانتصار: "لو لم يقع العلم بخبر الواحد فى أمور الدين لم يقتصر على إرسال الواحد من الصحابة فى هذا الأمر" (١) .
ب- عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل ﵁ حين بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات فى كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" (٢) .
قال الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث قبول خبر الواحد ووجوب العمل به" (٣) .
٢- مارواه الشافعي قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال: "نَضَر الله عبدًا سمع مقالتي، فحفظها ووعاها وأداها، فَرُبَّ حامِل فقهٍ غيرِ فقيهٍ، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه" (٤) . ووجه دلالته أنه أمر كل عبد يسمع مقالته أن يبلغها، مع إمكان كونه غير فقيه، والعبد حقيقة للشخص الواحد،
_________
(١) نقله عنه ابن القيم فى مختصر الصواعق المرسلة ص ٦٠٩.
(٢) رواه البخاري ٨/٥١، ومسلم (١٩)، ورواه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم.
(٣) فتح الباري ٣/٣٦٠.
(٤) في الرسالة (١١٠٢) وهو حديث صحيح رواه أصحاب السنن والمسانيد عن زيد بن ثابت وغيره.
1 / 25