عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وشاهد مصدق فمن جعله امامه قاده الى الجنة ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل) فغصت في لحجه وتدبرت في حججه عملا بالكتاب والسنة وطمعا في الثواب والجنة
(وليس كل قانص وغايص ... يظفر باللأي وباللآلي)
(ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والفهوم)
فاستخرجت منه حجج كل طائفة على اختلاف نحلهم وآرائهم وافتراق مللهم واهوائهم وأصلهم ثمان فرق الجبرية وفي مقابلتها القدرية والمرجئة وفي مقابلتها الوعيدية والصفاتية وفي مقابلتها الجهمية والشيعة وفي مقابلتها الخوارج ومن هذه الفرق الثمان تشعبت الفرق الثلاث والسبعون وما من فرقة الا ولها حجة من الكتاب وما من طائفة الا وفيها علماء نحارير فضلاء لهم في عقائدهم مصنفات وفي قواعدهم مؤلفات وكل منهم يؤول دليل صاحبه على حسب عقيدته ووفق مذهبه وما منهم من احد الا ويعتقد انه هو المحق السعيد وان مخالفه لفي ضلال بعيد (كل حزب بما لديهم فرحون) وليس قصدنا بيان معقولات المتكلمين من المتأخرين والمتقدمين ولكن القصد ان نذكر في هذا الكتاب جميع حجج القرآن بطريق الاستيعاب ثم نذكر حجج الحديث لكل قوم من القديم والحديث لكيلا يعجل طاعن بطعنه في فرقه ولا يغلو قادح بقدحه في طائفة ويعلم ان هذه الادلة ما تعارضت الا ليقضي الله امرا كان مفعولا من افتراق هذه الأمة على الثلاث والسبعين تصديقا لقول رسول الله
صفحة ٤