فتردد مليا، ثم تساءل: هل أطمع في غفرانك؟ - لا أدري عم تسأل. - لكنه واضح. - لم يعد لذلك أهمية. - ولكنه بالنسبة إلي هو كل شيء. - أكرر بأنه لم يعد لذلك أهمية.
فالتمعت عيناه ببريق أمل وقال: لعله يفتح لنا صفحة جديدة؟
فقالت بحزم: أي صفحة جديدة؟ - لكنك تفهمين قصدي تماما.
فقالت بنبرة قاطعة: لا تضيع وقتك سدى! - أصغي إلي ... - أرفض مجرد التفكير في ذلك. - لننتظر حتى يهدأ غضبك. - لست غاضبة. صدقني، ولكني أستعد لصفحة جديدة أخرى.
وأرته دبلة خطوبتها، فتمتم: حقا؟ - سأتزوج في وقت قريب.
وساد الصمت حتى تساءل: أهو رأي نهائي؟ - طبعا.
وقامت وهي تقول: آن لي أن أذهب.
ومضت وحدها. وجدت في قلبها ارتياحا شاملا وشعورا بالتحرر والنصر. ومن أمارات التوفيق أنها لم تضمر نحوه كراهية ولا حنقا ولا شماتة، فقالت لنفسها: مات تماما، فما أعجب ذلك!
39
كانت عليات تجالس حامد في دار الشاي الهندي، وإذا بسمراء وجدي تظهر فجأة، فتقف عند طرف المنضدة بينهما. بهتت عليات واختفى الدم من وجهها. ودهش حامد، وجعل يردد عينيه بينهما، وهو لا يفهم شيئا. وهم بالكلام، ولكنها سبقته، فقالت مخاطبة عليات، ورائحة خمر تتردد مع أنفاسها: أنا عنيدة كما ترين!
صفحة غير معروفة