30
تلقاها حسني حجازي بين ذراعيه، أنامت رأسها فوق صدره في استسلام، فشعر بشدة توقها إلى الحنان، وقال وهو يربت على ظهرها: قلق الدنيا والآخرة مطبوع فوق وجهك العذب يا عليات.
فتملصت من ذراعيه، وانحطت فوق الفوتيل، وهي تسأله: أين كنت في الفترة الماضية؟ - سافرت إلى يوغسلافيا للاشتراك في مهرجان للأفلام القصيرة. - ألم تسمع عما حدث لمرزوق أنور؟ - إنه حديث الوسط الفني، وكثيرون يتهمون أحمد رضوان، وهو مجرد ظن لم يقم عليه دليل، ما رأيك؟ - لا أدري، أنا نفسي سئلت في التحقيق! - فداك نفسي يا عزيزة. - وتم زواج فتنة ومرزوق. - إنه حديث الوسط أيضا، ولكن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالنتيجة!
فقالت بفتور: سنية وإبراهيم سعيدان، وهي تجربة مماثلة! - كلا .. ثمة اختلاف جوهري، ولكنك لم تحدثيني عن تجربتك! - أي تجربة تقصد؟ - مع المتهم أحمد رضوان؟
فقالت باستهانة: فشلت تماما. لا ذرة من استعداد عندي للتمثيل.
فنظر إليها بإشفاق وقال: أهذا ما يحزنك؟ - كلا! - ولكنك افتقدتني في غيابي فلماذا؟ - كنت أقرع جرسك كل مساء!
فتساءل باسما في سخرية: هل اكتشفت أخيرا أنني معشوقك الحقيقي؟
فصمتت. أشارت إلى بطنها، ثم قالت: يوجد هنا شيء غير مرغوب فيه.
فهتف بدهشة: كلا! - هي الحقيقة. - ولكنك حريصة دائما!
فقالت بمرارة: تعبت من الحرص كما تعبت من الحياة!
صفحة غير معروفة