كذلك تذكرت زميلاتي في المكتبة أيضا رؤيتهن لي وأنا أكتب حيث أعمل الآن.
فقلت لهن إنني كنت أكتب خطابات. «أتكتبين خطاباتك في مفكرات؟»
قلت: «بالطبع؛ فهذا أرخص.»
أهملت مفكرتي الأخيرة، وظلت مختبئة في أحد الأدراج مع أكوام من جواربي وثيابي الداخلية غير المرتبة. ظلت مهملة، وصارت رؤيتي لها تملؤني ريبة وامتهانا. ومع أنني نويت التخلص منها، لم أفعل.
لم تهنئني السيدة جوري على الوظيفة.
بل قالت لي: «لم تخبريني أنك لم تكفي عن البحث عن عمل.»
فقلت لها إنني كنت على قائمة الانتظار في المكتبة منذ وقت طويل، وإنني أخبرتها أيضا بذلك من قبل.
ردت قائلة: «كان هذا قبل أن تبدئي في العمل لدي. فما مصير السيد جوري الآن؟»
قلت: «آسفة.» «لن يفيده الأسف في شيء، أليس كذلك؟»
رفعت حاجبيها الزهريين وهي تخاطبني بأسلوبها المتغطرس الذي اعتدت أن أسمعها تتحدث به مع الجزار أو البقال عبر الهاتف عندما يخطآن فيما طلبت.
صفحة غير معروفة