فابتسم، وجال بخاطرها أن هذا ما يقوله دوما المخمورون.
فقالت له: «حقا، لست مخمورة.» وقد كان ذلك صحيحا؛ إذ لم تنه زجاجة جعة واحدة بالكامل، ولم تمس البنش المسكر أيضا.
قالت: «إلا إذا كنت قد سكرت عن طريق البشرة؛ بالتناضح.»
لم يرد عليها. جذبها إليه، ثم حررها ناظرا إلى عينيها.
اتسم الجنس الذي مارسته كاث مع كنت بالقوة والتوق، لكنه كان صامتا في الوقت نفسه؛ فلم يعمد أحدهما إلى إغراء الآخر، وإنما مارسا العلاقة الحميمية - أو ما اعتبراها حميمية - مباشرة دون مقدمات، ولم يغيرا من هذا الموقف قط. فإذا كان المرء ملتزما بمضاجعة شخص واحد فقط طوال حياته، فلا حاجة لإضفاء تميز على أي شيء؛ فالأمر مميز بالفعل. كانا يتبادلان النظر وهما عاريان في الماضي، لكن أعينهما لم تتلاق في هذه الآونة إلا مصادفة.
ما افتقرت إليه كاث مع زوجها تفعله الآن راقصة مع رفيقها المجهول: يتقدمان للأمام، ويتراجعان، ويدوران، ويتفلت كل من الآخر، ويستعرض أحدهما أمام الآخر، وينظر كل منهما في عيني الآخر. فضحت عيناهما أن هذا الرقص لن يعني شيئا البتة مقارنة بما يمكنهما فعله إذا اختارا اللقاء الجسدي.
بيد أن كل ذلك لم يكن سوى هزل؛ بمجرد أن يتلامسا، يفلت كل منهما من الآخر مجددا. يقتربان، فيفغران فمهما، وتداعب الألسنة الشفاه، ثم يتراجعان متظاهرين بالاستمتاع.
كانت كاث ترتدي سترة قصيرة الأكمام من الصوف المصقول تناسب الرضاعة؛ نظرا لفتحة رقبتها الواسعة مثلثة الشكل، والأزرار الأمامية حتى طرفها السفلي.
في المرة التالية التي اقتربت فيها من شريكها في الرقص، رفع ذراعه كما لو كان يحمي نفسه، وحرك ظهر كفه، ومعصمه وساعده العاريين على ثدييها المشدودين تحت الصوف المثير. أدى ذلك إلى ترنحهما، وكاد يوقفهما عن الرقص، لكنهما واصلا رقصتهما، وقد أنهكت كاث وأخذت تتعثر في خطواتها.
سمعت أحدا ينادي اسمها. «السيدة مايبيري. السيدة مايبيري.»
صفحة غير معروفة