قالت آن: «أظنه بالقرب منا بلا شك في مكان ما.» «لقد انفصل هو وروزماري، هل علمت هذا؟» «نعم يا كارين. علمت.» «أتشعرين بالأسى لما حدث؟»
قالت آن: «هذه طريقة جديدة ابتدعتها لتنظيف الفضيات. سأعلمك إياها. ما عليك إلا أن تلتقطي ملعقة أو شوكة أو أي شيء آخر وتغمسيه في هذا المحلول الموجود في هذا الحوض، وتتركيه للحظة ثم تلتقطيه وتغمسيه في ماء الشطف وتجففيه بمنشفة. أترين؟ إنها تلمع تماما كما كانت تلمع عندما أدعكها وأجليها. أو هكذا أظن. أعتقد أنها براقة للغاية. سوف أحضر بعض مياه الشطف النقية.»
غمست كارين شوكة في المحلول وقالت: «بالأمس قضينا - أنا وروزماري - اليوم كما حلا لنا، حتى إننا لم نبدل ثياب النوم. صنعنا كعك الوافل وقرأنا بعض الأخبار في المجلات القديمة؛ منها أعداد قديمة من «ليديز هوم جورنالز».»
قالت آن بشيء من الغلظة: «هذه المجلات تخص أمي.»
قالت كارين: «قرأت فيها الإعلان المروج لأحد الكريمات: «إنها جميلة. إنها مخطوبة. إنها تستخدم مستحضرات بوندز».»
كم أسعدها هذا الحديث! فابتسمت وردت عليها: «نعم، أتذكره.»
قالت كارين بنبرة صوت خفيضة وحزينة: «ألا يمكن إنقاذ هذه الزيجة؟» ثم تغيرت نبرتها إلى المداعبة الممزوجة بالتذمر. «المشكلة أن زوجي سيئ الطباع للغاية، ولا أدري كيف أتصرف معه. لقد التهم جميع أطفالنا؛ ليس لأنني لا أطهو له طعاما شهيا - فأنا أطهو له ما لذ وطاب - بل إني أقف كادحة طوال اليوم أمام موقد حار كي أطهو له عشاء شهيا، ليأتي هو إلى المنزل وأول ما يفعله هو خلع ساق أحد الأطفال عن جسده ...»
قالت آن ولم تعد تبتسم: «كفى. كفى يا كارين.»
فقالت كارين بهدوء وإصرار: «لكنني فعلا أريد أن أعرف؛ ألا يمكن إنقاذ هذه الزيجة؟»
طوال العام المنصرم، حين كانت كارين تفكر في أكثر مكان تود أن تكون فيه، كان ذهنها يوجهها نحو هذا المطبخ، وهو حجرة كبيرة تظل أركانها معتمة حتى عندما توقد المصابيح، وتتخلل نوافذه أوراق الشجر الخضراء وتحتك بها مع حركة الرياح. وكل ما يوجد فيه بلا استثناء لا يمكن أن ينتمي لمطبخ بطبيعة الحال: ماكينة الخياطة ذات الدواسة، والمقعد ذو الذراعين الضخمتين المبطنتين؛ بغطائه الكستنائي الذي استحال أخضر مائلا للرمادي عند الذراعين، وتلك اللوحة الكبيرة المرسوم عليها شلال الماء التي رسمتها أم آن منذ زمن بعيد عندما كانت عروسا لديها ما يكفي من الوقت الذي لم يتح لها فيما بعد. (قال ديريك ذات مرة: «وهو من حسن حظنا جميعا».)
صفحة غير معروفة