25 فبراير سنة 1919
هوامش
كلمة نقد
لحضرة الباحث الكبير الدكتور طه حسين
أقول هذا كله بعد أن فرغت من قراءة رسالة صغيرة، ولكنها قيمة ممتعة، للدكتور زكي مبارك خريج الجامعة المصرية، تناول فيها شعر عمر بن أبي ربيعة، فدرسه من بعض نواحيه درسا حسنا يسرني أن أهنئه به، ويسرني أيضا أن أنتهز هذه الفرصة لتسجيل ما للجامعة المصرية من فضل على عقول الشباب. ولكن الدكتور زكي مبارك وهو شاب حاد الشباب عنيفه، أسرف في نقد مصعب بن عبد الله إسرافا جعله إلى الظلم أقرب منه إلى الإنصاف، وليس مصدر هذا الإسراف إلا أنه لم يقدر كما ينبغي اختلاف المثل الأدبية باختلاف العصور والأجيال، وما أحسب إلا أنه عائد إلى هذا النقد، فملطف ما فيه من حدة ومزيل ما فيه من جور.
حديث الأربعاء ج2 ص142
كلمة المؤلف في الطبعة الأولى
هذه المحاضرات ألقيت في فبراير سنة 1919 في الجامعة المصرية على أنها دروس تمرين، وكنت لقيت من إعجاب الأستاذ الدكتور أحمد ضيف والأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار، والأستاذ الشيخ مصطفى القاياتي ما حبب إلي ظهورها في كتاب يتناوله عشاق الآداب، ثم لم أكد أشرع في طبعها حتى كانت النهضة المصرية، فكتب الله لنا أن نمت بسبب إلى الذائدين عن مصر والسودان، ثم اعتقلت مدة غير قليلة أنكرت فيها كل ما يوحي به الشباب! ثم عدت من المعتقل، ونظرت ثانية في تلك الصحائف المطوية، فرأيت فيها أثرا من آثار الثقة بالنفس، وعز علي أن لا يجد نسيم الشباب فضاء يملؤه بالعزيمة والثبات.
وإني لموقن أن في الناس من لا يطرب لهذا النحو من البيان، ولكني لم أكتبه إلا لمن قدر له أن يدرك أسرار الجمال، وهدى الله من يحسب أن التأليف لا يصلح إلا في الأبحاث التي تشبه بعض الأذهان في الجمود! ولعلي أجد من الشجاعة الأدبية ما أعيد به طبع هذا الكتاب مع ما سيقال فيه من مدح وهجاء! وإني لأرحب بكل كلمة فيها نفحة من النقد المبني على فهم وإدراك، فمن شاء أن ينشر له شيء من ذلك في الطبعة الثانية، فليبعث به إلي لأعرض على الناس طائفة من العقول! وكل امرء بما كسب رهين! •••
وإني أقدم الشكر الخالص من شوائب العقوق لأساتذتي في اللغة والأدب: الشيخ سيد المرصفي، ومحمد بك المهدي، والشيخ علي عبد الرازق، والشيخ مصطفى القاياتي، والدكتور أحمد ضيف.
صفحة غير معروفة