حب ابن أبي ربيعة وشعره

زكي مبارك ت. 1371 هجري
141

حب ابن أبي ربيعة وشعره

تصانيف

وسيدنا لولا خلائق أربع

نكول عن الجلى وقرب من الخنا

وبخل عن الجدوى وأنك تبع

5

ثم خرجت وخرج معها أبو الأسود مشتملا على سيف، فلما رآهما عمر أعرض عنها، فتمثل أبو الأسود:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له

وتتقي صولة المستأسد الحامي

وإن له لحوادث أشنع من هاتين في الضياع، فقد رأى امرأة من العراق وهو يطوف فأعجبه جمالها، فمشى معها حتى عرف موضعها، ثم أتاها فحادثها وناشدها وناشدته، وخطبها فقالت: إن هذا لا يصلح ها هنا، ولكن إن جئتني إلى بلدي وخطبتني إلى أهلي تزوجتك، فلما ارتحلوا جاء إلى صديق له من بني سهم، وقال له: إن لي إليك حاجة أريد أن تساعدني عليها، فقال له: نعم، فأخذ بيده ولم يذكر له ما هي، ثم أتى منزله فركب نجيبا له وأركبه نجيبا آخر، وأخذ معه ما يصلحه، وسارا لا يشك السهمي في أنه يريد سفر يوم أو يومين، فما زال يسرع حتى لحق بالرفقة، ثم سار بسيرهم يحادث المرأة طول طريقه ويسايرها، وينزل عندها إذا نزلت حتى ورد العراق، فأقام أياما ثم راسلها يتنجزها وعدها، فأعلمته أنها كانت متزوجة ابن عم لها وولدت منه أولادا، ثم مات وأوصى بهم وبماله إليها ما لم تتزوج، وأنها تخاف فرقة أولادها وزوال النعمة، وبعثت إليه بخمسة آلاف درهم واعتذرت، فردها عليها ورحل إلى مكة، وقال في ذلك:

نام صحبي ولم أنم

من خيال بنا ألم

صفحة غير معروفة