لو كان يخبل طيب النشر ذا كلف
لكنت من طيب رياها الذي خبلا
12
تلكم هي الحيلة الأولى؛ حيلة الوصف السابل، والنعت الشامل.
فأما الحيلة الثانية: فهي تلطفه في مخاطبة الغواني، وتودده إليهن بحسن الحديث، والنساء ضعيفات القلوب، رقيقات الأكباد، يسكن إلى الحديث الممتع، ويصغين إلى الحوار اللطيف. وآكد ما يكون ذلك إذا شعشع الحديث بشيء من الصبابة، أو مزج بقسط من الاستعطاف. وكذلك كانت طريقته في مخاطبة الحسان، ومحاورة الغواني، من ذلك قوله:
يفرح القلب إن رآك وتستع
بر عيني إذا أردت ارتحالا
ولئن كان ينفع القرب ما أز
داد فيما أراك إلا خبالا
غير أني ما دمت جالسة عن
صفحة غير معروفة