علي، فللدنيا بطون وأظهر
لقد كان فيها للأمانة موضع
وللكف مرتاد وللعين منظر
وللحاتم العطشان ري بريقها
وللمرح المحتال خمر ومسكر
كأني لها أرجوحة بين أحبل
إذ ذكره منها على القلب تخطر
روى الأغاني أن قصائد قيس ذاعت واشتهرت، وغنى في شعره الغريض ومعبد ومالك، فلم يبق شريف ولا رضيع إلا سمع بذلك فأطربه، وحزن لقيس مما به. وجاء زوج لبنى إليها فأنبها على ذلك وعاتبها، وقال لها: لقد فضحتني بذكرك. فغضبت وقالت: يا هذا، إني والله ما تزوجتك رغبة فيك ولا فيما عندك. ولقد علمت أني كنت زوجته قبلك، وأنه أكره على طلاقي. ووالله ما قبلت التزويج حتى أهدر دمه إن ألم بحينا، فخشيت أن يحمله ما يجد على المخاطرة فيقتل، فتزوجتك. وأمرك الآن إليك، ففارقني فلا حاجة بي إليك. فأمسك عن جوابها، وجعل يأتيها بجواري المدينة يغنينها بشعر قيس كيما يستصلحها بذلك، فلا تزداد إلا تماديا وبعدا، ولا تزال تبكي كلما سمعت شيئا من ذلك أحر بكاء وأشجاه.
ومن جيد شعر قيس قوله:
أتبكي على لبنى وأنت تركتها
صفحة غير معروفة