236

هذه مفاهيمنا

الناشر

إدارة المساجد والمشاريع الخيرية الرياض

رقم الإصدار

الثانية ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

ثم إن قول الكاتب: " نعم يجب علينا أن لا نصفه بشيء من صفات الربوبية. ورحم الله القائل حيث قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم"
أقول: إن قولك كله من مشكاة هذا القائل الذي أبهمته، وأنت من أحفظ الناس لاسمه، إنه البوصيري صاحب البردة، فلم أبهمته، وتركت التصريح باسمه؟ !
وقولك هذا من أقوال شراح البردة، يتناقله الضلال من قديم في ردودهم على أهل الحق، وعلمهم حول البردة يدندن، قال الأزهري في شرحه للبيت ص ٢٢:
"اترك ما قالته النصارى -في نبيهم عيسى بن مريم ﵉ أنه ابن الله كما أخبر الله ﷾ عنهم، فإن نبينا نهى عن مثل ذلك، حيث قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى "، أي: لا تصفوني بذلك، واحكم بعد ذلك له ﷺ بما شئت من أوصاف الكمال اللائقة بجلال قدره، وخاصم في إثبات فضائله" اهـ. يعني لا تقولوا ابن الله وقولوا بعد ذلك ما شئتم من الغلو والشرك، وهذا من فروع الإطراء الذي نهى عنه، وقعوا فيه، فالغلو شر كله، وقادهم الغلو إلى قولٍ خطير، عظيم شره، وهو قول البوصيري:
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمًا
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
قال إبراهيم الباجوري شارحًا للبيت ص ٣٣:
"لو ناسبت آياته قدره في العظم لكان من جملة آياته أن يحيى اسمه دارس الرمم حين يدعى به، فلم تناسب آياته قدره في العظم، وهو المطلوب؛

1 / 254