كيفية دعوة الوثنيين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (١). ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٢)، ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ (٣). وقد أمر اللَّه بالذكر والدعاء عند لقاء العدو، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٤). لأنه سبحانه النصير، فنعم المولى ونعم النصير. وقال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (٥). ولهذا كان النبي ﷺ يدعو ربه في معاركه ويستغيث به، فينصره ويمدّه بجنوده، ومن ذلك أنه نظر ﷺ يوم بدر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل ﷺ القبلة ورفع يديه واستغاث باللَّه، وما زال يطلب المدد من اللَّه وحده مادًّا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: «يا نبي اللَّه كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٩.
(٤) سورة الأنفال، الآية: ٤٥.
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٢٦.
1 / 67