كيفية دعوة الوثنيين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وتوكل» (١).
المسلك الرابع: المشاورة بين المسؤولين:
كما كان رسول اللَّه ﷺ يشاور أصحابه مع كمال عقله وسداد رأيه، امتثالًا لأمر اللَّه تعالى وتطييبًا لنفوس أصحابه، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (٢)، ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (٣).
المسلك الخامس: الثبات عند لقاء العدو:
من عوامل النصر الثَّبات عند اللقاء وعدم الانهزام والفرار، فقد ثبت النبي ﷺ في جميع معاركه التي خاضها، كما فعل في بدر، وأُحد وحُنين. وكان يقول في حنين حينما ثبت وتراجع بعض المسلمين: «أنا النبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. اللَّهم نزِّل نصرك» (٤) وثبت أصحابه من بعده. وهو قدوتنا وأسوتنا الحسنة
_________
(١) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب حدثنا عمرو بن علي، ٤/ ٦٦٨، (رقم ٢٥١٧)، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٣٠٩.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٣) سورة الشورى، الآية: ٣٨.
(٤) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من صف أصحابه عند الهزيمة، ٦/ ١٠٥، (رقم ٢٩٣٠)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، ٣/ ١٤٠١، (رقم ١٧٧٦).
1 / 64