كيفية دعوة الوثنيين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
عن الإطراء، فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد اللَّه ورسوله» (١)، وقال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (٢).
وحذر ﷺ عن اتخاذ المساجد على القبور؛ لأن عبادة اللَّه عند قبور الصالحين وسيلة إلى عبادتهم، ولهذا لما ذكرت أم حبيبة وأم سلمة ﵄ لرسول اللَّه ﷺ كنيسة في الحبشة فيها تصاوير قال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند اللَّه يوم القيامة».
ومن حرص النبي ﷺ على أمته أنه عندما نزل به الموت قال: «لَعْنَةُ اللَّه على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». قالت عائشة ﵂: يحذر ما صنعوا (٣).
وقال قبل أن يموت بخمس: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ...﴾، ٦/ ٤٧٨، (رقم ٣٤٤٥)، ١٢/ ١٤٤، وانظر شرحه في الفتح، ١٢/ ١٤٩.
(٢) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى، ٥/ ٢٦٨، (رقم ٣٠٥٥)، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي، ٢/ ١٠٠٨، (رقم ٣٠٢٩)، وأحمد، ١/ ٣٤٧.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب الصلاة، باب حدثنا أبو اليمان، ١/ ٥٣٢، (رقم ٤٣٥، ٤٣٦)، ٣/ ٢٠٠، ٦/ ٤٩٤، ٧/ ١٨٦، ٨/ ١٤٠، ١٠/ ٢٧٧، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، ١/ ٣٧٧، (رقم ٥٣١).
1 / 21