الإجابة لا؛ لأن تولكين يوضح أن بومباديل حالة خاصة؛ فبومباديل يزهد في كل اهتمام في المسائل المتعلقة «بمحاسن السيطرة والقوة ومثالبهما » لكي يكرس نفسه بالكامل للتأمل والاستمتاع بالطبيعة في حد ذاتها؛ وهكذا يكون مثل راهب يقطع على نفسه عهدا خاصا بهجر المتع والاهتمامات الدنيوية من أجل التركيز على أشياء أسمى.
يقول تولكين: «تتلخص رؤية ريفيندل في أن زهد بومباديل يعد شيئا من الرائع أن يجسد، ولكن هناك في الواقع أشياء لا يمكنه أن يتوافق معها؛ ويعتمد وجوده عليها. وحده انتصار الغرب هو ما سيسمح لبومباديل بالاستمرار، أو حتى البقاء.»
14
ومن ثم فإن تولكين لا يؤيد رؤية بومباديل السلمية باعتبارها مبدأ قابلا للتطبيق بشكل عام.
ثمة مثال ثان للسلمية الظاهرية في «سيد الخواتم» يتمثل في رفض فرودو استخدام الأسلحة، أو التغاضي عن العنف غير الضروري، أو الانتقام بطرد «شاركي» (سارومان) ورجاله من الشاير في نهاية «عودة الملك».
15
هل يتحدث فرودو - خادم تولكين ذو الروح البطولية، الذي يمر بمعاناة أشبه بمعاناة المسيح - هنا نيابة عن تولكين نفسه؟
كلا، وهو ما يوضحه تولكين في رسالة له:
كان موقف فرودو تجاه الأسلحة شخصيا؛ فهو لم يكن «داعيا للسلام» بالمعنى الحديث. بالطبع؛ كان مذعورا في الأساس من فكرة نشوب حرب أهلية بين الهوبيت، ولكنه أيضا (حسبما أعتقد) استنتج أن الاقتتال المادي فعليا أقل فاعلية في النهاية مما يعتقد معظم البشر (الخيرين)!
16
صفحة غير معروفة