تولكين والحديث عن مخاطر الاستحواذ
آنا ماينور وجريجوري باشام
تمزج رواية «الهوبيت» بين العديد من الأجناس الأدبية؛ فهي حكاية من حكايات الجن عن عالم سحري تقطنه كائنات سحرية؛ مثل: الجن، والأقزام، والتنانين. وهي قصة مغامرات تبرز أخطارا ورحلات هروب تقشعر لها الأبدان بوصفها جزءا من رحلة بحث محفوفة بالمخاطر عن كنز محفوظ. وهو كتاب أطفال يسعى لتعليم القراء الصغار قيما أخلاقية كاملة؛ قيما «عتيقة الطراز»؛ مثل: الإخلاص، والشرف، والشجاعة، والرحمة، والجود، والتواضع.
ولعل من أحد أوضح الدروس الأخلاقية في الكتاب هو أهمية وضع الأشياء «الثمينة»؛ مثل: الخواتم الذهبية، والجواهر المدهشة، وكنز التنين في سياق أخلاقي ملائم. ومن خلال رسمه النابض بالحياة للشخصيات الاستحواذية؛ مثل: جولوم، وسموج، وثورين، وسيد مدينة البحيرة. يحذر تولكين قراءه الصغار من مخاطر المادية المفرطة والطمع. (1) الثمن الاجتماعي للطمع
الطمع، بحسب التعريف الكلاسيكي لتوما الأكويني (1225-1274)، هو «حب جامح للثراء».
1
ونظرا لأنه ينطوي على رغبات جامحة أو مفرطة، فإن الطمع بطبيعة الحال دائما ما يكون رذيلة، أو خللا أخلاقيا.
إذن؛ ماذا يقصد أمثال جون ستوسل، وإيفان بوسكي، وجوردون جيكو في العالم حين يصرحون في تجاسر بأن «الطمع أمر جيد».
2
إنهم يقصدون أن المصلحة الشخصية ووجود رغبة واشتهاء للثروة غالبا ما تكون لهما نتائج جيدة في اقتصادات الأسواق الحرة؛ أن بفضل الطمع، تطلق مشروعات جديدة، وتخلق وظائف ذات أجر مجز، وتنقل السلع للأسواق بكفاءة، وتطور عقاقير تنقذ الأرواح، وتمول حسابات التقاعد، ويتمكن محبو الخير من المنح بجود وسخاء لقضايا تستحق.
صفحة غير معروفة