15
ولكن مثلما رأينا، لا يتحدث تولكين دوما عن الفخر بتعابير سلبية . وقد أشار لويس إلى أننا غالبا ما نمتدح الناس للشعور ب «فخر» له ما يبرره بالعائلة، أو الإنجازات، أو الإرث، أو المدرسة.
16
إذن هل يكون الفخر فضيلة تارة، ورذيلة تارة؟ إذا كان الأمر كذلك، فيبدو أننا نستخدم الكلمة بمعنيين مختلفين؛
17
فقد تعاملت نظرية أرسطو الأخلاقية مع الفخر باعتباره فضيلة، ولكن القديس توما الأكويني (1225-1274)، وهو فيلسوف كاثوليكي تبنى نظرية أرسطو باعتبارها صحيحة إلى حد كبير، اعتبر الفخر رذيلة.
لعل إحدى طرق حل هذا النزاع هي القول بأن الفخر فضيلة علمانية، ولكنه رذيلة دينية. ولكن الأكويني رفض هذا الخيار، بل ادعى أيضا أن هذا التعامل مع الفخر يتوافق مع نظرية أرسطو. ولكي نرى إذا ما كان ذلك صوابا أم لا، فإننا نحتاج لإلقاء نظرة عن كثب أكثر على المناقشات الأساسية لكلا المفكرين بشأن الفخر.
تعامل أرسطو مع الفخر في الكتاب الرابع، الفصل الثالث، من كتاب «الأخلاقيات النيقوماخوسية»، حيث رأى أنه فضيلة مرتبطة «بأمور عظيمة وجليلة» وترتبط بشكل خاص بمآثر عظيمة أو سمعة بالعظمة «الأخلاقية». يطلق بعض المترجمين على هذه الفضيلة «الفخر»، بينما يستخدم آخرون مصطلحي «النبل» أو «الشهامة». في ترجمة لدبليو دي روس، قال أرسطو: «إن الرجل الذي ينظر إليه الآن بوصفه متفاخرا هو ذلك الذي يظن نفسه جديرا بالأشياء العظيمة، جديرا بها حقا؛ لأن من يفعل ذلك مع عدم جدارته فهو أحمق، ولكن ما من رجل فاضل يتسم بالحماقة أو السخافة.»
18
إن الرجل المتفاخر على نحو من الفضيلة والعفة (وهو دائما رجل بالنسبة لأرسطو) يستحق أشياء عظيمة؛ ومن ثم يظن نفسه مستحقا لها. والأشياء العظيمة التي يقصدها أرسطو ليست أشياء مادية، ولكنها العزة والإباء، والعزة في حد ذاتها ليست مسألة شهرة أو سمعة سيئتين، ولكنها إدراك لقيمة حقيقية:
صفحة غير معروفة