13
إذن فإن بيلبو قادر بالتأكيد على أن يفتن بالأمجاد التي قد يظفر بها بسيف وكنز، وتغمره رهبة الثروة ومجدها حين يواجه ثروة سموج المسلوبة:
كان بيلبو قد سمع حكايات وأغاني عن كنوز التنين من قبل، ولكن لم تكن روعة مثل هذا الكنز وشهوته ومجده قد انتابته بعد. فكان قلبه عامرا ومخترقا بسحر الأقزام ورغبتهم؛ فراح يحملق دون أن يحرك ساكنا في الذهب الثمين الذي لا يحصى، ناسيا الحارس المخيف.
14
ولكن بينما يشعر بيلبو بفتنة المجد، فإنه لا يقع تحت إغرائها. وتتضح حصانة بيلبو المطلقة ضد إغراء المجد والشهرة الدنيويين في استجابته لحسرة داين على عدم حصول بيلبو على نصيب مجز من الثروة، فتأتي إجابة بيلبو زاخرة بالتواضع. ويبدو أيضا أنه يشير ضمنا إلى أن الثروة العظيمة بطبيعتها غير آمنة؛ إذ تميل لإثارة العنف:
قال بيلبو: «هذا كرم عظيم منك، ولكن في ذلك راحة لي حقا؛ فكيف ينبغي بحق الأرض أن أحمل كل هذا الكنز إلى الوطن دون وقوع حرب وقتل طوال الطريق؟! لا أعرف. ولا أعرف ما الذي ينبغي أن أفعله به حين أعود إلى الوطن! أنا على يقين من أنه من الأفضل أن يظل بين يديك.»
وفي النهاية يأخذ صندوقين صغيرين فقط، أحدهما مملوء بالفضة، والآخر بالذهب، وهو ما يستطيع حصان قوي حمله، وقال: «سيكون هذا في حدود قدرتي على التصرف فيه.»
15
حين يودع بيلبو الأقزام الذين نجوا من المعركة الكبرى، لا يودعهم وداع مقاتل صلد جازف بكل شيء من أجل خلق تحالف حقق النجاح. وتجد الأقزام يتحدثون عن مأدبة عظيمة سيقيمونها لبيلبو عند عودته، ولكن إجابة بيلبو تأتي عادية بشكل جذاب وليس بها أي لمحة بطولية:
بعد ذلك انحنى الأقزام أمام بوابتهم ، ولكن الكلمات علقت في حناجرهم. وفي النهاية قال بالين: «وداعا وحظا سعيدا أينما حللت. إذا عاودت زيارتنا، حين تعود ردهاتنا جميلة مرة أخرى، فستكون الوليمة فاخرة بحق.»
صفحة غير معروفة