ولعل في ذلك تفسيرا لجانب التوك المغامر لدى بيلبو. فحين يتوق التوك للمغامرة، لا ينتهجون أسلوبا بعيدا عن أسلوب الهوبيت. على العكس، فهم يأخذون حب الهوبيت للعب نحو نهايته الطبيعية: إذا كنت تحب اللعب، فهذا لأنك تحب الاحتمالات، وأعظم الاحتمالات هي تلك التي نطلق عليها «مغامرات».
لنعد صياغة ما قاله شيلر: إن حياة الهوبيت جيدة ومريحة، ولكنها تحتاج إلى بعض المغامرة لكي تكتمل. إن بيلبو لا يحفز بالثروة، أو الخوف، أو الوطنية، أو أي شيء آخر خارج نطاق المغامرة؛ إنه يواصل المغامرة لذاتها.
26 (5) اللعب بالنار: جاندالف والجوبلن
ولكن ليس كل اللعب متساويا، ويعزى هذا جزئيا إلى أنه ليس موجها بالقدر نفسه نحو الجمال. لقد ذكرت سابقا أن كل من يقطن الأرض الوسطى تقريبا يمارس اللعب. ربما لا يكون من اللائق أن أقول هذا، لكن جاندالف والجوبلن يجمع بينهما شيئان؛ الأول: هو حب كليهما للأغنيات، أما الثاني: فهو أن كليهما يلعب بالنار. وفي كلتا الحالتين بالطبع، يعتبر لعب جاندالف أفضل من لعب الجوبلن.
لنبدأ النار. يحظى جاندالف بموهبة في الألعاب النارية؛ مما يجعله محور أفضل حفلات الشاير. وأحيانا ما تكون الألعاب النارية مفيدة أيضا لأشياء مثل إلهاء الجوبلن وإحراق الوارج. ومثل ألعاب بيلبو في الطفولة، تركز لعب جاندالف على الجمال، واتضح أنه مفيد أيضا.
يحب الجوبلن الانفجارات أيضا. فنقرأ في الرواية:
إن الجوبلن قساة، وأشرار، وذوو قلوب حقودة. إنهم لا يصنعون أشياء جميلة، لكنهم يصنعون أشياء بارعة ... من غير المستبعد أن يكونوا قد اخترعوا بعضا من الآلات التي أرقت العالم منذ ظهورها، لا سيما الآلات البارعة المخصصة لقتل أعداد كبيرة من الناس دفعة واحدة؛ لأن العجلات والمحركات والانفجارات طالما أدخلت عليهم البهجة والسرور ، كما يسعدهم أيضا ألا يعملوا بأيديهم أكثر مما يطيقون.
27
إن جاندالف يلعب بالألعاب النارية لأنها جميلة؛ أما الجوبلن فيعبثون بالانفجارات فقط «لأنها نافعة». والفارق بين هذين النهجين يتعلق، مرة أخرى، بالاحتمالية. فالجوبلن لا يريدون الاحتمالات أو المغامرات، بل يريدون القيام بالأشياء بجهد أقل.
يتضح موقف الجوبلن تجاه اللعب أكثر في غنائهم. فأغنياتهم لا تضم بين كلماتها أي دهشة، أو جمال، أو غموض. إنهم يغنون ليدفع كل منهم الآخر للعمل: «مطرقة وملاقيط! مقرعة ونواقيس! ... العمل ثم العمل! ولا تتجرأ على الهرب!»
صفحة غير معروفة