الكونت :
هو خير يا كونتة بلا اشتباه، فاجلسي بجانبي لأخبرك بما جد.
لوسيا :
أدام الله يا سيدي لك المجد.
الكونت :
اعلمي أيتها الكونتة العزيزة أن صديقنا البارون رودريك حاكم مدينة ميلان، قد تخاصم مع البارون وليم حاكم مدينة قيروان، وقد استحكم الخلاف بينهما حتى أفضى إلى العداء بعد الولاء، وطالما دعاني هذا الصديق إليه لأقضي عنده بعض ليال، تردد فيها ذكر أيام الصبا بعد الفراق الطويل. والآن وصلني منه كتاب يلح به علي بالقدوم إليه، عساني أتوسط بينهما فأحسم هذا الخلاف، وإني أرى من الواجب علي أن أجيب طلبه وأسعى في هذا العمل المبرور، ولا أعلم كم تكون مدة الغياب عنكم؛ ولهذا دعوتك لأطلعك على هذا القصد وأتزود منك نظرات الوداع؛ لأنني صممت على السفر نهار غد إن شاء الله.
لوسيا :
لله ما هذا الفراق الذي لم يكن في الحسبان؟ فلقد كدرتني الآن يا عزيزي.
الكونت :
لا تتكدري يا عزيزتي فهذه حال الدنيا، فعندك ابنتي أوجين تسليك ليلا ونهارا، وعندك ابن أخي وصهري جان وكاتم أسراري ووكيلي يخدمانك خدمة صادقة، عدا عن خدمك الخاص وحظاياك الواقفات تحت أمرك في كل آن.
صفحة غير معروفة