============================================================
لمحمد بن منكلى الناصرى ال فأما من قبل الهدم لها؛ فإن ذلك على قدر حال المدينة؛ فإن كانت من المدائن المنيعة ذات الأهل الكثير؛ فإن ذلك بالإستغفال لأهلها.
لوذلك من وجوه : إما بإهمال الناحية التى أتاها ورأوا(1) فيها العورة، حتى تحق فيهم من ناحيتها الغرة، ثم يهجم عليها بدفعة واحدة بكل ما أمكن من الفعلة والحماة يذبون عنهم . وإما بكثرة الهجوم عليهم فى كل يوم من غير فعلة ولا طلب للمناجزة، إلا الوقوف حتى يتوافى أهل المدينة بالجنن والأسلحة، ثم ينصرف عنهم من غير محارية، فلا يزال بهم كذلك حتى يرى فيهم الفترة ويتبين منهم الغفلة ويستحكم فيها الغرة، ثم يفاجئهم بالفعلة- على ما قلنا - بغتة . وإما أن يطرقهم ليلا وقد استدرجهم من طريقة الغرة.
ال والطروق على وجوه؛ فمنها: أن يحتال الحفظة بالناحية بالمال على الموادجة (4) ؛ ليدفعوا إليه الناحية بعد أخذ الرهينة ومنها: أن يحتال أن يدسه إليهم باظهار المحاباة عليهم والنصيحة لهم كأنه منهم؛ فيبذل لهم المؤاتاة والمعونة، ثم يتلطف فى المسير(4) إلى ناحية العورة؛ ليسلم إليهم تلك الناحية ومنها: أن يطرقهم على المكابرة والمكاثرة؛ فيجعلها على الناحية التى ارادها صيحة واحدة.
باب طرق العدو فى الليل: فأما طرق الليل على المكابرة؛ فمنها: أن يأتيهم على غرة فى ليال مقمرة، أو يأتيهم فى ليال مظلمة دامسة، أو يأتيهم فى ليال مطيرة، أو يأتيهم فى ليل ريح عاصف.
(1) (وأدوا) فيت - وهو خطأ - والصيغة المثبتة من ت .
(2) الموادجة : المساهلة والملاينة وحسن الخلق ولين الجانب . لسان العرب .
(3) (المصين) فى ت، ع - وهو خطأ - من الناسخ:
صفحة ٤٠٩