الحطة في ذكر الصحاح الستة

صديق بن حسن القنوجي ت. 1307 هجري
167

الحطة في ذكر الصحاح الستة

الناشر

دار الكتب التعليمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

مكان النشر

بيروت

صَحِيح وَمَعْنَاهُ أَنه كَانَ يصنف فِيهِ كل بلد من هَذِه الْبلدَانِ فَإِنَّهُ بَقِي فِي تصنيفه سِتّ عشرَة سنة قَالَ الْحَاكِم قَالَ أَبُو عَمْرو اسماعيل حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول أَقمت بِالْبَصْرَةِ خمس سِنِين معي كتبي أصنف وأحج فِي كل سنة وأرجع من مَكَّة إِلَى الْبَصْرَة انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَمْرَة قَالَ لي من لقِيت من العارفين عَمَّن لقِيه من السَّادة الْمقر لَهُم بِالْفَضْلِ أَن صَحِيح البُخَارِيّ مَا قرئَ فِي شدَّة إِلَّا فرجت وَلَا ركب بِهِ فِي مركب إِلَّا بخت قَالَ وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَقد دَعَا لقارئه وَقَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير وَكتاب البُخَارِيّ الصَّحِيح يستسقى بقرَاءَته الْغَمَام وَأجْمع على قبُوله وَصِحَّة مَا فِيهِ أهل الْإِسْلَام قَالَ الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي فِي أشعة اللمعات قَرَأَ كثير من الْمَشَايِخ وَالْعُلَمَاء والثقات صَحِيح البُخَارِيّ لحُصُول المرادات وكفاية الْمُهِمَّات وَقَضَاء الْحَاجَات وَدفع البليات وكشف الكربات وَصِحَّة الْأَمْرَاض وشفاء المرضى عِنْد المضايق والشدائد فَحصل مُرَادهم وفازوا بمقاصدهم ووجدوه كالترياق مجربا وَقد بلغ هَذَا الْمَعْنى عِنْد عُلَمَاء الحَدِيث مرتبَة الشُّهْرَة والاستفاضة وَنقل السَّيِّد جمال الدّين الْمُحدث عَن أستاذه السَّيِّد أصيل الدّين أَنه قَالَ قَرَأت صَحِيح البُخَارِيّ نَحْو عشْرين وَمِائَة مرّة فِي الوقائع والمهمات لنَفْسي وَلِلنَّاسِ الآخرين فَبِأَي نِيَّة قرأته حصل الْمَقْصُود وَكفى الْمَطْلُوب انْتهى مترجما بِالْعَرَبِيَّةِ وَمَا أحسن قَول الْبُرْهَان القيراطي رَحمَه الله تَعَالَى فِي صَحِيح البُخَارِيّ نظم (حدث وشنف بِالْحَدِيثِ مسامعي ... فَحَدِيث من أَهْوى حلى مسامعي) (لله مَا أحلى مكرره الَّذِي ... يحلو ويعذب فِي مذاق السَّامع) (بِسَمَاعِهِ نلْت الَّذِي أملته ... وَبَلغت كل مطالبي ومسامعي) (وطلعت فِي أفق السَّعَادَة صاعدا ... فِي خير أَوْقَات وأسعد طالع)

1 / 179