تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)
الناشر
دار الثقافة
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٦٠
مكان النشر
بيروت
تصانيف
تجددت الدنيا وأبدت جمالها ... وردت إلينا شمسها وهلالها
عشية يوم السبت جاءت ببيعة ... من الله لا يرجو العدو زوالها
بها جبر الله الكسير من العلا ... وأدرك منه عثرة فأقالها
فأشرقت الآفاق نورا وبهجة ... ومدت علينا بالنعيم ظلالها
بتجديد عبد الله أعظم دولة ... لمولاه عبد الله كان أزالها
ولما تولت نضرة العيش ردها ... فآلت إلى العبد القويم مآلها وعاش في أيام الناصر ثمانية وعشرين عاما لم يتوقف فيها عن الإنتاج حتى آخر عمره، وهي اكثر فترات حياته غنى بالشعر واهتماما به، فقد افتتح عهد الناصر بقوله له يوم البيعة (١):
يا من عليه رداء البأس والجود ... من جود كفك يجري الماء في العود
لما تطلعت في يوم الخميس لنا ... والناس حولك في عيد بلا عيد
وبادرت نحوك الأبصار واكتحلت ... بحسن يوسف في محراب داود وقال في تلك المناسبة أيضًا (٢):
بدا الهلال جديدا ... والملك غض جديد
يا نعمة الله زيدي ... ما كان فيك مزيد
إمام عدل عليه ... تاجان: بأس وجود
يوم الخميس تبدى ... لنا الهلال السعيد
فكل يوم خميس ... يكون للناس عيد وتابع انتصاراته المتتالية وبخاصة الغزوة الأولى (٣٠٠) وهي غزوة المنتلون وقد أكثر ابن عبد ربه من ذكرها، ومن أولى قصائده فيها، وقد فصل لناصر لها (٣):
فصلت والنصر والتأييد جنداكا ... والعز أولاك والتمكين أخراكا
(١) تاريخ الناصر: ٤٠
(٢) تاريخ الناصر: ٤٠ - ٤١ وابن عذاري ٢: ٢٣٦
(٣) تاريخ الناصر: ٣٤ - ٣٥
1 / 142