237

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

الناشر

دار الثقافة

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

أما ترى أحمد ... * في مجده العالي * لا يلحق
أطلعه المغرب ... * فأرنا مثله * يا مشرق ج - وقال الأستاذ أبو جعفر (١): من أظرف ما وقع للقزاز في المديح من التوشيح موشحته التي أولها:
كم في القدود الليان ... تحت اللممن أقمر عواطي ومن أظرف ما وقع له في خلالها من حسن الالتئام وسهولة النظام ما يندر وجود مثله في منثور الكلام، وذلك في أحد مراكزها حيث يقول:
لما غدا قادرا ... أضحى قليل المعدله
يا حاكما جائزا ... قلت من لا ذنب له
سطوت بالهيمان ... ظلما ولمتستبصر يا ساطي
خف سطوة الرحمن ... إذا حكمبين البري والخاطي والآن دعنا نسأل: ما الذي أعجب ابن بقي وسائر الوشاحين في موشحة التطيلي حين مزقوا موشحاتهم احتقارا لها واستصغارا لشأنها؟ وهل طرب ابن تيفلويت للغناء، أو للموشحة من خلال الغناء؟ ولماذا يحسد ابن زهر وشاحا على ما قاله وأين موضع الإجادة في ما قال؟ ولم آثر أبو جعفر هذا الجزء من موشحة القزاز بالثناء؟
من هذا الموقف يمكننا ان نتحدث عن الناحية الفنية للموشح، فمن درس موشحة الأعمى المذكورة وجد فيها عذوبة سائغة وسياقا حلوا واسترسالا

(١) أزهار الرياض ٢: ٢٥٤.

1 / 243