ويرجع الباحثون تاريخ النصوص المقدسة الشروتي عادة إلى الفترة ما بين عامي 1500 و300 قبل الميلاد، وكل هذه النصوص مكتوبة باللغة السنسكريتية. (2) نصوص سمريتي
الملاحم:
أقدم النصوص المقدسة السمريتي هي «مهابهارتا» - التي تتضمن «بهاجافاد جيتا» و«رامايانا» التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين عامي 500 قبل الميلاد و100 بعد الميلاد، وهذه النصوص عبارة عن قصائد طويلة تروي أحداثا جرت في حياة محاربين عظماء، ويظهر كريشنا في «مهابهارتا»، بينما يلعب راما دورا رئيسيا في «رامايانا».
السوترات:
في الفترة ذاتها، تم تأليف عدد من النصوص عن موضوعات مهمة، مثل الدارما واليوجا والفيدانتا (انظر مسرد المصطلحات). واحتوت هذه النصوص على أقوال وحكم (تعني كلمة «سوترا» «الخيط»). ومن النصوص المهمة التي ترجع إلى هذه الفترة «مانوسمريتي» الذي تناول الشريعة وآداب السلوك الهندوسية.
بورانا:
تلا ذلك في الفترة من 300 إلى 900 ميلاديا ظهور نصوص تتناول الأساطير وتسمى «بورانا»، تشير هذه النصوص إلى أحداث سابقة، وتروي عادة قصص الآلهة والإلهات، وتشمل نصوص البورانا الأساسية كلا من «ماركانديا بورانا»، و«فشنو بورانا»، و«فايو بورانا»، و«شيفا بورانا»، و«بهاجافاتا بورانا».
تتسم الأنواع الأخرى من النصوص بالأهمية أيضا، وتختلف المكانة التي تمنحها لها الجماعات المختلفة من الهندوس، فنصوص «تنترا»، التي يرجع تاريخها إلى القرنين الثامن والتاسع وتركز على الانضباط الروحاني والنشاط الطقسي واكتساب القوى السحرية وتتخذ عادة شكل حوار بين شيفا وديفي، تحظى بالتقدير في كشمير وبنغال ونيبال. وهذه النصوص مهمة للهندوسية التنترية المبتدعة، التي لها عقائد وطقوس خاصة تختلف عن عقائد وطقوس البرهميين. وبترجمة هذه النصوص (التي تعرف أحيانا باسم أجاماس) إلى اللغة التاميلية، صار لها الآن أيضا استخدام شعائري بين براهمة جنوب الهند، الذين يعتبرونها تكملة لنصوص فيدا. ويعد الشعر التعبدي (بهاكتي)، المؤلف باللغات الهندية المحلية، شائعا أيضا. ومن الأمثلة البارزة عليه مجموعة الأناشيد التاميلية التي أنشدها للإله فيشنو الشاعر نامالفار الذي كان يعيش في القرن العاشر وينتمي لجنوب الهند. ونظرا لأهمية هذه الأناشيد، يشار إليها عادة باسم «فيدا التاميلي».
وفقا لراوي آر كيه نارايان، تستمد كل أساطير الهند وقصصها أهميتها ومكانتها من «فيدا». ويتفق الكثير من الهندوس في هذا؛ إذ يرون نصوص «تنترا» والنصوص التعبدية اللاحقة مكملة ل «فيدا»؛ بينما يرى آخرون أن هذه النصوص تمثل تحديا للديانة المعتمدة على فيدا. لكن نظرا للأهمية الكبرى لفيدا في إجازة العديد من النصوص المقدسة اللاحقة وفي المنهج البرهمي المحافظ، ينظر إليها بعض المعلقين على أنها الجانب المعرف للهندوسية، وفي نص مهم حول الشريعة الهندوسية يرجع تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، اسمه «مانوسمريتي»، يشير مؤلفه ويدعى مانو إلى أن «فيدا» يجب عدم التشكيك فيه، وأن من يفعلون ذلك يحيدون عن الطريق القويم. ولقد أشار باحث أمريكي معاصر يدعى برايان كيه سميث إلى أن الهندوس هم من يستخدمون «فيدا» كمرجع أساسي في إقامة تقاليدهم والحفاظ عليها ونقلها للأجيال اللاحقة، وبهذا التعريف، لا يكون كل من البوذيين ولا الجاينيين ولا السيخ، الذين ينكرون مكانة «فيدا» ودور البرهميين في نقله وتفسيره؛ هندوسا. (3) البرهميون ونقل المعرفة الطقسية
على الرغم من أن مفهومي «شروتي» و«سمريتي» يشيران إلى النصوص المقدسة، فإنهما مهمان أيضا في فهم الشخصيات التي سبق ذكرها في هذا الفصل ودورها الديني. فالكهنة البرهميون والمعلمون الروحانيون ورواة القصص يعملون كوسائط أو قنوات - كل بأسلوبه المختلف - لتوصيل الحقيقة التي أوحي بها في السابق، واحتفظ بها في الذاكرة، ونقلت شفهيا عبر التاريخ. فترانيم «فيدا»، التي سمعها وأنشدها الحكماء الأوائل، صارت مسئولية العائلات البرهمية التي تناقلتها من جيل إلى جيل دون تغيير على مر القرون (إلى متلقين من أمثال راوي نارايان). وفي آية شهيرة في «ريج فيدا» (10 : 90)، عرفت طبقة البرهميين بأنها فم الإنسان الكوني (بوروشا)؛ بينما صارت ذراعاه وفخذاه وقدماه الطبقات الأخرى بالمجتمع (فارنا)؛ ومن ثم، ارتبط البرهميون في المجتمع الفيدي باللغة والتواصل، وبإنشاد الترانيم الفيدية والمانترا، وأخيرا بالقوة المقدسة المتأصلة داخلهم.
صفحة غير معروفة