الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

راماتشاندرا جوها ت. 1450 هجري
98

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

تصانيف

68

5

لم تكن المعركة من أجل كشمير - وحتى الآن - تقتصر ولا حتى في معظمها على قتال على أرض؛ فهي - كما وصفها جوزيف كوربيل منذ نصف قرن - «معركة ضارية ربما تكون مستعصية بين أسلوبي حياة، ومبدأين للتنظيم السياسي، ومعيارين للقيم، واتجاهين روحانيين».

69

على أحد الجانبين كانت فكرة الهند، وعلى الجانب الآخر فكرة باكستان. في ربيع عام 1948، زار الصحفي البريطاني كينجزلي مارتن البلدين ليرى كيف يرى كل جانب كشمير، فوجد الهنود مقتنعين تماما بمشروعية انضمام تلك الولاية، وشديدي الإدانة لباكستان على مساعدتها الغزاة. وبالنسبة إليهم لم يكن لديانة أهل كشمير أي أهمية. وكانت حقيقة أن عبد الله كان الرئيس الشعبي لحكومة طارئة «دليلا دامغا على أن الهند ليست «هندوستان (بلاد الهندوس)»، وأنه كان ثمة مسلمون اختاروا بكامل إرادتهم أن يدخلوا في الهند التي يفترض - كما أكد نهرو - أنها بلد ديمقراطي يمكن للأقليات أن تعيش فيه بسلام وحرية».

وعندما عبر مارتن الحدود، رأى «كم بدا الوضع مختلفا من زاوية باكستان». فمعظم الأشخاص الذين التقاهم كان لهم أصدقاء أو أقارب ماتوا على أيدي الهندوس أو السيخ، والنزاع بالنسبة إلى الباكستانيين بدأ بتمرد اندلع في بونش، و«صار منسيا إلى حد بعيد غير مبرر» في الهند. وفي كراتشي ولاهور، كان الناس «متعاطفين تماما» مع الغزاة الذين جاءوا من الحدود، والذين كانوا - من وجهة نظرهم - يخوضون «حربا مقدسة ضد مضطهدي الإسلام».

70

وقد عضد مراسل الحرب الأسترالي المخضرم آلان مورهيد النتائج التي خلص إليها مارتن؛ ففي زيارة لباكستان وجد هو أيضا أن النزاع الكشميري كان ينظر إليه «على أنه حرب إسلامية مقدسة ... لقد رأيت بعضهم يتحدثون بحماس جارف عن المضي إلى دلهي. وكان التجنيد جاريا في كل مكان، وساد جو من الإثارة البالغة إثر نجاح المسلمين».

71

تجسدت هشاشة الدولة الباكستانية وأيديولوجيتها في الهويات الملتبسة لزعمائها الكبار؛ فقد كان الحاكم العام محمد علي جناح جوجاراتيا تزوج من بارسية، ورئيس الوزراء لياقت علي خان كان رجلا أرستقراطيا من المقاطعات الاتحادية تزوج من مسيحية، وكلاهما لم يكن يمارس الإسلام فعليا بأي معنى من معاني الكلمة. وكان كبار موظفي الخدمة المدنية بباكستان - على غرار جناح ولياقت - «مهاجرين» تقع بيوت أجدادهم على الجانب الهندي من الحدود، فلم تكن جذور الطبقة الحاكمة متأصلة فيما صار دولتهم. يشك المرء في أن ذلك زاد من رغبتهم المحمومة في جعل كشمير جزءا من باكستان.

صفحة غير معروفة