16
وإذ تدهورت العلاقات مع باكستان، أقال المهراجا رئيسي وزراء واحدا تلو الآخر؛ فأولا استعيض عن كاك بضابط يدعى جاناك سينج، ثم حل محله بدوره قاض سابق من محكمة البنجاب العليا - ميهر تشاند ماهجان - كانت علاقته أفضل بزعماء حزب المؤتمر. ومن بين هؤلاء الزعماء كان الزعيمان الأكبران الفائقا الأهمية: رئيس الوزراء جواهر لال نهرو (الذي كان ينحدر هو نفسه من أصول كشميرية)، ووزير الداخلية ووزير الولايات فالابهاي باتيل. من الجدير بالذكر أنه بينما كان نهرو يرغب دائما في أن تكون كشمير جزءا من الهند، مال باتيل في وقت ما للسماح لها بالانضمام إلى باكستان، ثم غير رأيه يوم 13 سبتمبر، عندما قبلت حكومة باكستان انضمام جوناجاد، من منطلق أنه «إذا كان بإمكان جناح أن يبسط نفوذه على ولاية ذات أغلبية هندوسية حاكمها مسلم، فلماذا لا يهتم السردار بولاية ذات أغلبية مسلمة وحاكم هندوسي؟»
17
وفي 27 سبتمبر 1947، كتب نهرو رسالة طويلة إلى باتيل عن الحالة «الخطيرة والمتردية» في الولاية. كان قد نمى إلى علمه أن باكستان تعد العدة لإرسال متسللين «لدخول كشمير بأعداد كبيرة». لم يكن بإمكان المهراجا وإدارته التصدي لذلك الخطر بمفردهما، ومن ثم كانت الحاجة إلى «التآلف مع حزب المؤتمر الوطني حتى يتوفر ذلك الدعم الشعبي في مواجهة باكستان». وكان من شأن الإفراج عن عبد الله وتطويع أتباعه أن يساعد على «تحقيق انضمام كشمير إلى الاتحاد الهندي».
18
يوم 29 سبتمبر، أطلق سراح الشيخ عبد الله. وفي الأسبوع التالي - في خطاب ألقي في مسجد حضرة بال بسريناجار - طالب عبد الله «بنقل السلطة كاملة إلى شعب كشمير، ومن ثم يقرر ممثلو الشعب في كشمير الديمقراطية ما إذا كانت الولاية ستنضم إلى الهند أم باكستان». وأضاف أن الحكومة الشعبية في كشمير «لن تكون حكومة أي طائفة بمفردها، وإنما ستكون حكومة مشتركة بين الهندوس والسيخ والمسلمين. وهذا ما أحارب من أجله».
19
بطبيعة الحال، توقعت باكستان أن كشمير - بأغلبيتها المسلمة - سوف تنضم إليها. أما الهند فاعتبرت العامل الديني غير ذي أهمية، لا سيما إذا كان الحزب السياسي الرئيسي - حزب المؤتمر الوطني - معروفا عنه أنه غير طائفي. وبحلول مطلع شهر أكتوبر - حسبما كتب باتيل إلى نهرو - لم يكن ثمة «اختلاف بيني وبينك بشأن مسائل السياسة المتعلقة بكشمير»؛ فكلاهما رغب في ضمها.
20
ما كانت مشاعر أهل كشمير أنفسهم؟ بعد إطلاق سراح عبد الله بفترة وجيزة، ذكر القائد البريطاني لقوات الولاية أن «السواد الأعظم من أهل كشمير ليس لديهم تحيز قوي سواء للهند أو باكستان»، إلا أنه على الرغم من «عدم وجود كيان حسن التنظيم في كشمير يناصر انضمامها إلى باكستان»، فإن «المؤتمر الوطني الكشميري لطالما كان مؤيدا للمؤتمر الوطني الهندي ومعاديا لباكستان».
صفحة غير معروفة