فكان أول رد فعل له هو ضمان انضمام ولايتين تابعتين لجوناجاد، هما: مانجرول وبابرياواد؛ فقد ادعى زعيماهما الهندوسيان أن لهما الحق في الانضمام إلى الهند؛ ونفى نواب جوناجاد ذلك، زاعما أنهما لا بد أن يحصلا على موافقته أولا بصفتهما تابعتين له، فأخذت الحكومة الهندية صف الولايتين التابعتين، وأرسلت قوة عسكرية صغيرة لمساندتهما.
وفي منتصف شهر سبتمبر، ذهب في بي مينون إلى جوناجاد للتفاوض مع النواب، ولكن الأخير امتنع عن مقابلته، متمارضا، فاضطر مينون إلى الاكتفاء بمقابلة الديوان عوضا عنه، وأخبر السير شاه نواز أنه ينبغي لجوناجاد من الناحيتين الثقافية والجغرافية أن تنضم إلى الهند. لم يناقشه السير شاه نواز في ذلك، ولكنه شكا إليه تأجيج «الكتابات المتشددة في الصحافة الجوجاراتية» مشاعر السكان المحليين، وقال إنه شخصيا يحبذ طرح المسألة للاستفتاء.
42
في الوقت نفسه، أقيمت «حكومة مؤقتة لجوناجاد» في بومباي، رأسها سمالداس غاندي؛ أحد أبناء إخوة غاندي، وأحد سكان المنطقة، فأصبحت تلك «الحكومة» وسيلة لإثارة السكان داخل جوناجاد. فر النواب مذعورا إلى كراتشي آخذا معه اثني عشر كلبا من الكلاب الأثيرة لديه، وألقيت المسئولية على عاتق الديوان. في 27 أكتوبر، كتب السير شاه نواز إلى جناح قائلا إنه في حين أنه «عقب الانضمام إلى باكستان مباشرة، تلقيت أنا ومعاليه مئات الرسائل من المسلمين بالأساس تهنئنا على قرارنا ، اليوم أصبح أشقاؤنا لا مبالين باردين. يبدو أن مسلمي كاثياوار فقدوا كل حماسهم لباكستان».
وبعد عشرة أيام، أخبر السير شاه نواز الحكومة الهندية أنه يرغب في تسليم إدارة جوناجاد لها، فتمت عملية نقل السلطة رسميا يوم 9 نوفمبر، إلا أن ماونتباتن في دلهي كان مغتاظا من عدم مشاورته في الأمر قبل تسليم الولاية؛ فنظم الهنود حينئذ - جزئيا بهدف إرضائه ولكن أيضا ترسيخا للمشروعية - استفتاء شعبيا، فنتج عن الاستفتاء الذي أقيم في 20 فبراير 1948 تصويت 91٪ من الناخبين لصالح الانضمام إلى الهند.
43
6
ولاية حيدر أباد بدورها كان حاكمها مسلما وأغلبية سكانها هندوسا، ولكنها مثلت غنيمة أكبر بكثير من بوبال أو جوناجاد؛ فقد امتدت الولاية عبر هضبة الدكن في وسط شبه القارة، وفاقت مساحتها 80 ألف ميل مربع، بينما زاد تعدادها عن 16 مليون نسمة موزعين على ثلاث مناطق لغوية: المنطقة التيلوجوية، والمنطقة الكانادية، والمنطقة الماراثية. كانت حيدر أباد محاطة بالمقاطعات الوسطى من الشمال، وبومباي من الغرب، ومدراس من الجنوب والشرق. وعلى الرغم من أنها كانت ولاية حبيسة بلا سواحل، فقد كانت مكتفية ذاتيا من الغذاء والقطن والبذور الزيتية والفحم والأسمنت، إلا أن البنزين والملح كان لا بد من استيرادهما من الهند البريطانية.
نشأت حيدر أباد ولاية تابعة للمغول عام 1713، وقد جرى العرف على تسمية حاكمها «النظام». كان 85٪ من سكانها هندوسا، إلا أن المسلمين تحكموا بمقاليد الجيش والشرطة ودائرة الخدمة المدنية. كان النظام نفسه يمتلك نحو 10٪ من أراضي الولاية، بينما يتحكم كبار ملاك الأراضي في أكثر الأراضي الباقية. بلغ دخل الحاكم من حيازته 25 مليون روبية سنوية ريعا، في حين كانت تمنحه خزانة الولاية 5 ملايين روبية أخرى. وكان ثمة نبلاء فاحشو الثراء، إلا أن غالبية المسلمين - كغالبية الهندوس - كانوا عمالا بالمصانع وحرفيين وعاملين وفلاحين.
44
صفحة غير معروفة