109

حلية الفقهاء

محقق

د. عبد الله بن عبد المحسن التركي

الناشر

الشركة المتحدة للتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣هـ

سنة النشر

١٩٨٣م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

وأمَّا المَرْوَةُ، فالحجارة الرِّخْوَةُ، وفي "المُجْمَل": هي الحجارة البِيضُ التي تَبْرُقُ، ومنها المَرْوَةُ بمَكَّةَ.
وأمَّا عَرَفَةُ، فيُقال: إنَّما سُمِّيَ عَرَفَات، لأنَّ جِبْريلَ، صَلَّى اللهُ عليه، لمَّا أَرَى إبراهيمَ خليلَ اللهِ المَناسِكَ، وبَلَغَ الشِّعْبَ الْأَوْسَطَ، الذي هو مَوْقِفُ الإِمام، قال له: عَرَفْتَ؟ فقال: نعم. فسُمِّيَ عَرَفَات.
وقال آخَرون: إنَّما سُمِّيَ عَرَفاتَ، لأنَّ آدمَ وحَوَّاءَ لَمَّا أُهْبِطَا تَعارَفا بعَرَفَاتَ، فسُمِّيَ بذلك.
وقال آخَرُون: إنَّما سُمِّيَ عَرَفاتَ، مِنْ قَوْلِكَ: عَرَّفْتُ المكانَ: إذا طَيَّبْتَهُ، فسُمِّيَ عَرَفَاتَ، لأنَّه أشرفُ تلك المواقِفِ وأطْيَبُها، قال اللهُ تعالى في ذِكْرِ الجَنَّةِ: (عَرَّفَها لهم). قال قومٌ: طَيَّبَها.
وأمَّا مُزْدَلِفَة: فسُمِّيَتْ بذلك مِن الزُّلْفَى، وهي القُرْبَةُ، يُقال: ازْدَلَفَ القومُ بعضُهم إلى بعضٍ: إذا تَقَارَبُوا، فسُمِّيَتْ المُزْدَلِفَة لاِقْتِرابِ الناسِ إلى مِنًى بعدَ الْإفاضةِ مِن عَرَفَاتَ.
وأمَّا الحجارةُ التي ذكَرها مِن مَرْوَة، فهي حِجارةٌ رِخْوَةٌ.

1 / 119