184

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر

محقق

محمد بهجة البيطار - من أعضاء مجمع اللغة العربية

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

مكان النشر

بيروت

الشيخ أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي الحجازي
عالم الحجاز، على الحقيقة لا المجاز، سارت الركبان بمحاسن ذكره، وطابت الأقطار بعبير نشره، لم يزل مجتهدًا في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى، وتجمل بملابس الفنون وتكمل بالعمل المصون وتحلى، ولد قريبًا من الألف ومائة وثلاثين وأخذ العلوم عن آبائه الكرام، وعن غيرهم من السادات العظام، ومن أجل مشايخه الشيخ عبد الخالق المزجاجي وقد أجازه بالإجازة العامة وألبسه خرقة الطريق، وأخذ أيضًا عن السيد إبراهيم بن محمد امير والسيد سليمان بن يحيى، وله مؤلفات كثيرة، هي بالقبول حقيقة وجديرة، خصوصًا في التصوف والتوحيد والقصائد الإلهية، والمعارف المتعلقة بالذات المحمدية ولقد شاع طيب شعره وذاع، وأطرب وشنف الأسماع، ومن قصائده القصيدة المشهورة المسماة بعقد الجواهر اللآل، في مدح الآل، وقد شرحها شرحًا عظيمًا وقرظ عليه عدة من العلماء منهم السيد الجليل علي ابن محمد المكي شيخ الشيوخ في مكة المشرفة وذلك سنة ألف ومائتين وثلاث ولم يزل مثابرًا على الترقي في العلوم، والتوقي في كل مذموم، إلى أن اختار الآخرة ونعمتها الباقية، على الدنيا ولذتها الفانية، وكان ذلك في شهر المحرم سنة ألف ومائتين وواحدة.
الشيخ أحمد بن حسن الموقوي الهندي
الشيخ الولي الكبير، والعالم المدقق النحرير، كان من العلماء العاملين والفضلاء السالكين، إلى طريق رب العالمين، لا يراه أحد متكلمًا بمباح إلا لضرورة أو حاجة، وكان يغلب عليه الحال مع اللطف وعدم السماجة:
توجه للإله بلا التفات ... وأبقى الغير في شغل الخيال
وكان أليف المسجد حليف المنزل، وعن جميع الأنام بمعزل، ومن نظمه الشريف رحمه الله تعالى قوله:

1 / 189