حلية الأولياء و طبقات الأصفياء
الناشر
مطبعة السعادة
مكان النشر
بجوار محافظة مصر
الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَقَرِينُهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، الثَّابِتُ الْقَوَّامُ، صَاحِبُ السَّيْفِ الصَّارِمِ، وَالرَّأْيِ الْحَازِمِ، كَانَ لِمَوْلَاهُ مُسْتَكِينًا، وَبِهِ مُسْتَعِينًا، قَاتِلُ الْأَبْطَالِ، وَبَاذِلُ الْأَمْوَالِ. وَقَدْ قِيلَ: «إِنَّ التَّصَوُّفَ الْوَفَاءُ وَالثَّبَاتُ، وَالتَّسَامُحُ بِالْمَالِ وَالْجِدَاتِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَهَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، كَانَ عَمُّ الزُّبَيْرِ يُعَلِّقُ الزُّبَيْرَ فِي حَصِيرٍ، وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَهُوَ يَقُولُ: ارْجِعْ إِلَى الْكُفْرِ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: «لَا أَكْفُرُ أَبَدًا»
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي، وَعَمِّي أَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ سَيْفَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، سَمِعَ نَفْحَةً نَفَحَهَا الشَّيْطَانُ: أُخِذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟»، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَصَلِّي عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمَوْصِلِ قَالَ: صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ⦗٩٠⦘ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ بِأَرْضٍ قَفْرٍ، فَقَالَ: اسْتُرْنِي، فَسَتَرْتُهُ، فَحَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِ الْتِفَاتَةٌ فَرَأَيْتُهُ مُجَذَّعًا بِالسُّيُوفِ، قُلْتُ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ بِكَ آثَارًا مَا رَأَيْتُهَا بِأَحَدٍ قَطُّ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا وَاللهِ مَا مِنْهَا جِرَاحَةٌ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ» حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ الْعَدَوِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ، رَأَى الزُّبَيْرَ: وَإِنَّ فِي صَدْرِهِ لَأَمْثَالَ الْعُيُونِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْيِ "
1 / 89