حلية الأولياء و طبقات الأصفياء
الناشر
مطبعة السعادة
مكان النشر
بجوار محافظة مصر
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: «كَانَ هَذَا الْمَوْضِعُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مَجْرَى الدُّمُوعِ، كَأَنَّهُ الشِّرَاكُ الْبَالِي»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ طَاوُوسًا، كَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِحُرُمَاتِ اللهِ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَاللهِ لَوْ أَشَاءُ إِذَا ذَكَرْتُهُ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، ثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " شَهِدْتُ جَنَازَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا وُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ جَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ حَتَّى دَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ، فَالْتُمِسَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَلَمَّا سُوِّيَ عَلَيْهِ سَمِعْنَا صَوْتًا نَسْمَعُ صَوْتَهُ وَلَا نَرَى شَخْصَهُ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٢٨] "
عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَمِنْهُمُ الصَّائِلُ بِالْحَقِّ، الْقَائِلُ بِالصِّدْقِ، الْمُحَنَّكُ بَرِيقَ النُّبُوَّةِ، الْمُبَجَّلُ لِشَرَفِ الْأُمَومَةِ وَالْأُبُوَّةِ، الْمُشَاهَدُ فِي الْقِيَامِ، وَالْمُوَاصِلُ لِلصِّيَامِ، ذُو السَّيْفِ الصَّارِمِ، وَالرَّأْيِ الْحَازِمِ، مُبَارِزُ الشُّجْعَانِ، وَحَافِظُ الْقُرْآنِ، الْتَزَقَ بِالنَّبِيِّ لُزُوقًا، وَالْتَصَقَ بِالصِّدِّيقِ لُصُوقًا، سِبْطُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ، وَابْنُ أُخْتِ زَوْجَتِهِ الصِّدِّيقَةِ الْوَفِيَّةِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، مُنَابِذُ الْغُوَيْرِ، وَمُحَارِبُ الشُّقَيْرِ. وَقِيلَ: «إِنَّ التَّصَوُّفَ التَّظَاهُرُ بِالْحَقِّ، عَلَى الْمُتَكَاثِرِ بِالْخَلْقِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا دُرَّانُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ ⦗٣٣٠⦘ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الْهُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهِرِقْهُ حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ»، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللهِ؟»، قُلْتُ: جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: «فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلُ النَّاسِ مِنْكَ»
1 / 329