حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وبذيله: تتمة في نقد الآثار المرفوعة عن الخط والكتابة

مرتضى الزبيدي ت. 1205 هجري
23

حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وبذيله: تتمة في نقد الآثار المرفوعة عن الخط والكتابة

محقق

عبد السلام هارون

الناشر

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هجري

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

فقه اللغة
وقال آخر: بالقلم تزف بنات العقول، إلى خدور الكتب. وقال العتابي: ببكاء الأقلام تضحك الصحف. وقال ابن المعتز: القلم يخدم الإرادة، ولا يمل الاستزادة، يسكت قائمًا وينطق سائرًا، في أرض بياضها مظلم، وسوادها مضئ. وقال أرسطاطاليس (^١): الكاتب العلة الفاعلية، والقلم العلة الآلية، والمداد العلة الهيولانية، والخط العلة الصورية، والبلاغة العلة الغائية. وقال إبراهيم بن العباس الصولي لكاتب (^٢): أطل خرطوم قلمك. فقال (^٣): أله خرطوم؟ قال: نعم وأنشد: كأنَّ أنوفَ الطَّير في عرصاتها … خراطيم أقلامٍ تخطُّ وتعجمُ وأما قدره وإمساكه وحالاته فقال الأستاذ ابن مقلة: أحسن قدود القلم أن لا يتجاوز به الشبر بأكثر من جلفته (^٤). قال الشاعر: له ترجمانٌ أخرسُ اللَّفظ صامتٌ … على قابِ شبرٍ بل يزيدُ على الشِّبر (^٥) وقال الشيخ محمَّد بن العفيف (^٦) رحمه الله تعالى: صنعة مسكه بالإبهام والوسطى، وتكون السبابة تمنعه من الميل والاضطراب، وتكون مبسوطة غير

(^١) أدب الكتاب للصولى ٤٥ وصبح الأعشى ٤٤٨. (^٢) في صبح الأعشى ٢: ٤٥٩: «الكاتب». (^٣) في صبح الأعشى: «فقيل له». (^٤) في تاريخ بغداد ٥: ٢١٧ أن الجلفة فتحة رأس القلم. وكلام ابن مقلة تجده في صبح الأعشى ٢: ٤٥٤. (^٥) قبله في صبح الأعشى: فتى لو حوى الدنيا لأصبح عاريا … من المال معتاضا ثيابا من الشكر (^٦) الكلام باختصار في صبح الأعشى ٣: ٣٧.

2 / 71