حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وبذيله: تتمة في نقد الآثار المرفوعة عن الخط والكتابة

مرتضى الزبيدي ت. 1205 هجري
36

حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وبذيله: تتمة في نقد الآثار المرفوعة عن الخط والكتابة

محقق

عبد السلام هارون

الناشر

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هجري

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

فقه اللغة
فصل في ذكر الكتبة الكرام من لدن زمن النبي ﷺ إلى زماننا هذا، على نسق الترتيب وحسن التهذيب. فمن كتب له ﷺ وتشرف بخدمته بالكتابة الخلفاء الأربعة، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن الأرقم، وأبي بن كعب، وثابت بن قيس بن شماس، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسيّدى، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وغير هؤلاء كما هو مسطور في المواهب وكتب السيرة، ﵃ أجمعين. وكان ألزمهم بذلك وأخصهم به زيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان. ثم انتهت جودة الخط وضرب جليله إلى الضحاك (^١)، وإسحاق بن حماد. فأخذ إبراهيم السجزي عن إسحاق ضرب الجليل، فاخترع منه أخف حركات وأحسن مزاوجات، فسماه قلم الثلثين. ثم اخترع من هذا القلم ما هو أخف منه وأجرى فسماه قلم الثلث. قال الشيخ عماد الدين محمد بن العفيف: بهذا القلم وقلم النسخ يعرف اقتدار الكاتب على صناعته. ثم أخذ عن إسحاق يوسف واخترع قلمًا هزيلًا تامًا مفرط التمام مفتحًا، فأعجب ذا الرّئاستين الفضل بن سهل، فأمر بتحرير الكتب السلطانية به، وسمّى القلم الرّياسىّ (^٢).

(^١) هو الضحاك بن عجلان، كان في أول خلافة بنى العباس، ابن النديم ١٠ وصبح الأعشى ٣: ١٢. وكان من أهل الشام. (^٢) صبح الأعشى: «قال بعض المتأخرين: وأظنه قلم التوقيعات».

2 / 84