الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
1981 م
والبرودة هي التي تجمع بين المتشاكلات وغير المتشاكلات وذكر في رسالة الحدود في الحرارة انها كيفية فعليه محركه لما فيه إلى فوق لأحداثها الخفة فيعرض ان يجمع المتشابهات ويفرق المختلفات أي صدور هذا الجمع والتفريق ليس صدورا أوليا بل ذلك تابع للخاصية الا ولى وهي التحريك إلى فوق والتخفيف فهذا الرسم المذكور في الحدود أولى من المذكور في الشفاء فإذا فعلت الحرارة فعلها الأولى يحدث بتخليلها الكثيف تخلخلا من باب الكيف أي رقه القوام ويقابله التكاثف بمعنى غلظ القوام وبتصعيده اللطيف من الاجزاء تكاثفا من باب الوضع أي اجتماعا للاجزاء الوحدانية الطبع بخروج الجسم الغريب عما بينها ويقابله التخلخل بمعنى انتفاش الاجزاء بحيث يخالطها جرم غريب ومعنى الفعلية في الحرارة جعل الغير سببها لا مجرد اثر ما أعم من حركه وغيرها ليكون قوله فعليه محركه بمنزله قولنا جسم حيوان على ما زعمه الامام.
وبالجملة فالخاصية الأولية للحرارة هي احداث الخفة والميل المصعد ثم يترتب على ذلك بحسب اختلاف القوابل آثارا مختلفه من الجمع والتفريق والتبخير وغير ذلك.
وتحقيقه ان ما يتأثر عن الحرارة إن كان بسيطا استحال أولا في الكيف ثم يفضى به ذلك إلى انقلاب الجوهر فيصير الماء هواء والهواء نارا وربما يفرق المتشابهات بان يميز الاجزاء الهوائية من النارية ويتبعها ما يخالطها من الأجزاء الصغار المائية وإن كان مركبا فإن لم يشتد التحام بسائطه ولا خفاء في أن الألطف اقبل للصعود لزم تفريق الاجزاء المختلفة ويتبعه انضمام كل إلى ما يشاكله بمقتضى الطبيعة وهو معنى جمع المتشاكلات وان أشد التحام البسائط فإن كان اللطيف والكثيف القريبين من الاعتدال حدثت من الحرارة القوية حركه دورية لأنه كلما مال اللطيف إلى التصعد جذبه الكثيف إلى الانحدار والا فإن كان الغالب هو اللطيف يصعد بالكلية كالنوشادر وإن كان هو الكثيف فإن لم يكن غالبا جدا حدثت يسيل كما في الرصاص أو تليين كما في الحديد وإن كان غالبا جدا كما في الطلق حدثت مجرد سخونة واحتيج في
صفحة ٦٨