الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
1981 م
مقولة الإضافة.
فبقي الكلام في أمور هي مقتضيه لعدم أو اضافه لكن نعلم بالضرورة انه إذا حصلت الجسمية مع بعض الكيفيات الجسمية كالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة حصلت مثل هذه الاستعدادات وان لم يكن كيفية وجودية أخرى يسمى الاستعدادية وليس المخلص عن هذا الا بان يقال إن كون المادة بحيث يكون الامكان الذي فيه نحو القبول أو اللا قبول قريبا من الفعل بسبب كيفية أو شده كيفية حصلت فيها حاله غير الامكان والجواز العقلي لان ذلك غير قابل للقرب والبعد ولا الرجحان لاحد الطرفين بخلاف هذا الامكان وغير نفس الكيفية ولا داخله في باقي المقولات القسم الثالث في الكيفيات التي توجد في ذوات الأنفس وهي على الجملة منقسمة إلى الحال ان لم تكن راسخة وان كانت راسخة سميت بالملكة قيل الافتراق بينهما افتراق بالعوارض لا بالفصول إذ لا يجب تغايرهما بالذات فان الامر النفساني في ابتداء تكونه قبل صيرورته مستحكما يسمى حالا فإذا صار هو بعينه مستحكما سمى ملكه فيكون الشخص الواحد قد كان حالا ثم تصير ملكه كما أن الشخص الواحد قد كان صبيا ثم يصير رجلا.
أقول من أراد ان يعرف فساد هذا القول فينبغي ان ينظر في امر الحال والملكة في باب العلم فان الحال هو الصورة الحاصلة وهي من الاعراض التي موضوعها النفس.
وأما إذا صار العلم ملكه فلا بد ان يتحد النفس بجوهر عقلي وبه يصير جوهرا فعالا لمثل تلك الصور وأمثالها والفاعل كيف يكون متحد الهوية مع المفعول كيف وهذا الاستحكام كمالية لما كان أولا حالا غير مستحكم وعندهم ان الأشد والأضعف مختلفان نوعا فهما بان يختلفا شخصا كان أولى.
واعلم أنه إذا كان مفهوم الملكة يدخل فيه قوة ما أو قدره ما فحصول الصورة العلمية
صفحة ١١٠