============================================================
سنة 1916م، ص23) يذكر آن مسكويه نقل آخر كتابه "تجارب الأمم، من كتاب " التاجى فى الدولة الديلمية لأبى اسحق هلال الصابى، فقال وهو يتحدث عن كتاب " التاجى، : " وهو (أى كتاب " التاجى") كتاب بديع الرصيف ، حسن التصنيف ، فان أبا اسحق كان من فرسان البلاغة الدين لاتكبو مراكهم، ولا تنبو مضاربهم . ووجدنا آخره موافقا لآخر كتاب "تجارب الأمم ه ، حى إن يعض الألفاظ تتشابه فى خاتمتها ، وانتهى القولان فى التاريخ بهما إلى أمد واحد. والكتاب موجود، يغى تأمله عن الاخبار عنه " . وكنا نود أن يكون بين أيدينا اليوم كتاب هلال الصابى حتى نتحقق من صحة هذه الدعوى.
على أنها ليست مستبعدة ، لأن مسكويه فى القسم الأول من كتابه قد نقل عن الطبرى نقلا يكاد يكون حرفيا ، فليس بغريب عليه أن يقع له النقل من غيره ولكن هذا النقل لم يكن له من مبرر، لأن مسكويه كان عصري الأحداث الى يرويها، وعرفها عن شهود عيان وشاهد بعضها بعينيه، فلم يكن له ثم عذر فى مثل هذا النقل .
والأمر الذى أجمع الكتاب على مدحه لدى مسكويه هو الشعر والتثر فقد مدحه التعالبى (" تتمة اليتيمة"، 96/1) . ولكن من هو الذى لم ممدحه الثعالبى ا فهذا الرجل يخلع النعوت الرفانة ويبالغ فى الاطراء لمن استحق ولمن لم يستحق ! ولهذا فان أحكامه كلها لا قيمة لها . ومدح التوحيدى نثره وحسن عبارته (" الامتاع والمؤانسة " 1 /136)، ثم استدرك فى حكمه، وهو على كل حال فى حكمه أصدق من الثعالبى . على أن الباقى لنا من شعر مسكويه فى مرتبة ضئيلة من الحودة، بل هو يضرب على قالب الشعراء العاديين دون أن يأتى بمعان طريفة ، ولا بصور بارزة ؛ وهو إذذ فى الشعر يأتى فى مرتبة دون المتوسطة بكثير . أما نثره فيتسم بالوضوح ورقة الألفاظ ، ولكن دون أن يبلغ مرتبة الكتاب الكبار مثل التوحيدى أو الحاحظ أو البديع الهمذانى؛ إنما هو فى منزلة وسطى ؛ بيد أنه أرقى فى النر منزلة من الكتاب الفلاسفة مثل الفارابى وابن سينا : (25)
صفحة ٢٩