ففي توافر المواد لعينات ونماذج الحكايات الفولكلورية بأفرعها المختلفة من شفاهيات البلدان العربية؛ ما يوفر إتاحة الدراسات المقارنة للحكايات الشعبية العربية على المستوى القومي العربي دون عزلة - ولنقل مغالطة - عن مقومات البنية السامية التي نحن جزء جوهري منها، بخصائصها القبلية الحلقية المحددة السمات، والتي لا تبعد كثيرا عن جذور ومكونات المخيلة السامية - المتفق عليها - وحضاراتها منذ السومريين اللاساميين الألف الرابعة ق.م، وورثتهم البابليين والكلدانيين والآشوريين والكنعانيين والفينيقيين والعبريين والعرب - البائدة - الجاهليين وغيرهم.
فمن المتفق عليه أن روافد وقنوات المنطقة العربية - أو السامية القديمة - لن يتكشف ويتبلور ملمحها الفولكلوري والتراثي بعامة إلا تبعا لإيقاع المستقبل وتوالي المزيد من عمليات الكشف الحفري الأركيولوجي للتراث السامي الأم والمنبع، بما يسهم بالتالي في إضاءة جوانب فولكلور وتراث عالمنا المعاش اليوم، كما أنه في مقدور هذا المعاش اليوم إنارة جوانب الماضي التاريخ.
ولعلني مقتنع برأي عالم الفولكلور الفنلندي أنتي آرني
Arnee
في قصر الدراسات الفولكلورية على مجالها وحقلها قبل النظر إليها كعامل - جانبي - مساعد لحقول أخرى مثل الأساطير أو الشعر الملحمي مثلا، وهو ما يؤخذ على الأخوين جريم، خاصة يعقوب الذي اعتبر الحكايات الخرافية الشعبية «ذات أهمية لفهم الشعر والأساطير والتاريخ للتاريخ القديم»، وهو بالطبع رأي سديد في حالة الأخذ في الاعتبار أن لهذه الحكايات الخرافية دورها - لذاتها - القاصر عليها وعلى مشاكلها وقضاياها لذاتها.
من ذلك أن الحكايات الشعبية يمكن أن تكون بلا فائدة تذكر ما لم يكن تاريخها قد تقرر خلال الفحص والاستقصاء المقارن ... وبالطبع لا يمكن عقد هذه المقارنة دون توفر وتراكم الجزئيات
Motifs
أو عناصر وأحداث الحكايات الشفاهية - والمدونة - الفولكلورية بأنواعها وأنماطها وتصنيفاتها المختلفة، خاصة التصنيف المعدل المتفق عليه لعالم الفولكلور الأمريكي سيث تومسون، الذي نشره في قاموسه - الفهرست - طرز الحكاية الشعبية، وقسم فيه الحكاية حسب موضوعاتها إلى خمسة أبواب و32 مدخلا، ذلك مع الأخذ في الاعتبار الجزئيات أو العبارات أو التضمينات المتناثرة لكل حكاية، وتصل إلى أعداد بالغة الضخامة، فيقدرها البعض - مثل «كراب» - بأنها تزيد
3
على العشرة آلاف جزئية، ومنها بالطبع ما هو ثابت وما هو مستحدث مستجد، أمكن للدراسات والمناهج الجديدة رصد التوزيع الجغرافي لمختلف أنشطته الفولكلورية، سواء أكانت حكايات خرافية أو حكايات فشر، من أمثلتها:
صفحة غير معروفة