وكان لعالم الساميات نولدكه سبق التوصل إلى أنها هي بذاتها حكاية رامبسينيت التي جمعها هيرودوت.
وأوضحت د. سهير القلماوي أن بعض متنوعاتها وأشكالها دخيلة على ألف ليلة وليلة.
أخيرا فإن احتفاء حكايات مختلف الشعوب بحيل اللصوص الفقراء الذين يدوخون الملوك والحكام، كتلك التي عثر عليها منذ القرن الرابع عشر في إيطاليا وقبرص وسيبيريا، كما عثر على أقدم أنماط في الكلاسيكيات الهندية.
ويلاحظ أن حكايات اللصوص والمكارين والخطافين تكثر وتزدهر في أواخر كل أحقاب حضارية، «حين تسرع تلك الحضارة إلى الأفول»، ويؤكد هذا الرأي ما ذكره هيرودوت ذاته من أن حكايته وقعت في مصر أثناء الدولة الوسطى؛ أي خلال الفترة التاريخية المتقلبة التي اضمحلت فيها الدولة القديمة المركزية.
كذلك يلاحظ أن حكايات اللصوص والحرامية والأفاقين تشكل الجانب الأوضح في ألف ليلة وليلة، ويرجعها شبنجلر إلى حضارة السحر، حين كان حلفاء بغداد والقاهرة يحثون الخطى نحو انحلال دولتهم.
وتوجد آلاف مؤلفة من مثل هذه الحكايات في فولكلور شعوب البحر الأبيض بعامة، ومصر بخاصة، وسأورد هنا مجموعة نماذج لمثل هذه الحكايات المتصلة باللصوص والمكارين وأخلاقياتهم ونزقهم وطرائفهم في النصوص الشفهية التي قمت بجمعها على مدى سنوات طويلة، ويرد نشرها في هذا الكتاب.
الفصل التاسع
تحولات أبطال الحكايات الخرافية وسخطهم إلى حيوانات
أما فيما يتصل بتحولات أبطال الحكايات إلى حيوانات وطيور وهوام في معظم الحكايات الخرافية عن طريق السحر والتنجيم، فأهم الأمثلة هنا أوديت وفتياتها الفاتنات في «بحيرة البجع» التي أقام عليها تشايكوفسكي البالية الشهير.
ثم الهرة الجميلة التي تجمع الفاكهة والزهور من حديقة الأمير بالنهار، وما إن تخلع ملابسها لتستحم في بحيرة البستان ليلا، حتى تصبح فتاة جميلة في إحدى الحكايات السورية.
صفحة غير معروفة