أما علمت بأن النار بالتلويح تتقد
وغالبا ما يحل اللغز أو الحزر ابن أو ابنة فقيرة، مثل بنت
8
الحطاب التي طلب الملك من أبيها أن يأتيه عريانا ولابسا في ذات الوقت، فأشارت البنت على أبيها بأن يلف نفسه بشبكة صيد فنجا.
ويمكن الجزم بأن الاقتدار بحل مثل هذه الألغاز والحزور منوط على الدوام ببسطاء الناس من المضطهدين في مواجهة من يسومونهم الاضطهاد والقهر.
ومن اللائق هنا أن لا ننسى أقدم أشكالها المصاحبة لحل يوسف وهو سجين مضطهد لحلم خادمي فرعون، ثم فرعون ذاته، لحين الوصول إلى أقصى سلطة.
ثم جمرة وتمرة موسى - الطفل - في مواجهة فرعون، حين نتف له ذقنه، وكاد فرعون أن يفتك به، فتدخلت زوجة فرعون السيدة آسيا؛ بحجة أنه طفل لا يفرق الجمرة من التمرة، وحين جاءوا بالجمرة والتمرة فعلا ألهم موسى وأمسك بالجمرة بدلا من التمرة، ومن هنا ثقل لسانه: «رب إني ثقيل الفم واللسان.»
ولا تبعد الألغاز والحزور كثيرا عن الخوارق والمعجزات، بدءا من الأخوين، ولعنات موسى العشر للمصريين، وضربه البحر بعصاه، ومساس أشعة الشمس لقاعه مرة واحدة حتى إنها أصبحت لغزا شعريا:
وإن كنت فنان وصاحب فن قوم هاتلي
أمارة من أرض جت فيها الشمس مرة جات
صفحة غير معروفة