حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة

ابن قدامة المقدسي ت. 620 هجري
16

حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة

محقق

عبد الله يوسف الجديع

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٩

مكان النشر

الرياض

وَلَا خلاف بَين الْمُسلمين أَجْمَعِينَ أَن من جحد آيَة أَو كلمة مُتَّفقا عَلَيْهَا أَو حرفا مُتَّفقا عَلَيْهِ أَنه كَافِر وَقَالَ عَليّ ﵁ من كفر بِحرف مِنْهُ فقد كفر بِهِ كُله والأشعري يجحده كُله وَيَقُول لَيْسَ شَيْء مِنْهُ قُرْآنًا وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام جِبْرِيل وَلَا خلاف بَين الْمُسلمين كلهم فِي انهم يَقُولُونَ قَالَ الله كَذَا إِذا أَرَادوا ان يخبروا عَن آيَة أَو يستشهدوا بِكَلِمَة من الْقُرْآن ويقرون كلهم بِأَن هَذَا قَول الله وَعند الْأَشْعَرِيّ لَيْسَ هَذَا قَول الله وانما هُوَ قَول جِبْرِيل فَكَانَ يَنْبَغِي لَهُم أَنهم يَقُولُونَ قَالَ جِبْرِيل أَو قَالَ النَّبِي ﷺ إِذا حكوا آيَة ثمَّ إِنَّهُم قد أقرُّوا ان الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق فَإِذا لم يكن الْقُرْآن هَذَا الْكتاب الْعَرَبِيّ الَّذِي سَمَّاهُ الله قُرْآنًا فَمَا الْقُرْآن عِنْدهم وَبِأَيِّ شَيْء علمُوا أَن غير هَذَا يُسمى قُرْآنًا فَإِن تَسْمِيَة الْقُرْآن إِنَّمَا تعلم من الشَّرْع أَو النَّص فَأَما الْعقل فَلَا يَقْتَضِي تَسْمِيَة صفة

1 / 33