وكالعادة المرذولة في حارتنا تغمغم الألسنة بالشائعات والشكوك وتختلق الأوهام، ويتناهى ذلك إلى الشيخ كريم، فيركبه حزن ثقيل حتى ينوء به كاهله فيختطفه الموت وهو يلقي درسه في الفصل.
وتتحمل سيدة مسئولية موت أبيها أمام الأسرة والناس، تصبح ملعونة، شؤما، متهمة، متجنبة كالمرض المعدي.
وتتزحزح الأعوام فلا يتقدم لها خاطب.
وينجح إدريس في دراسته العالية فيتقدم إلى عم حبيبته طالبا يدها!
ولكن لا يلقى إلا الرفض والتجهم، حتى الأم لا توافق!
وتمر الأعوام، ثقيلة عند المعاناة، خفيفة لدى العد والإحصاء، سيدة شبه سجينة لا يطلبها أحد، وإدريس موظف يثير التساؤلات بإعراضه عن الزواج، ولا يشك أحد من المقربين إليها أو المقربين إليه في صمود الحب، وإصراره وتحديه المتواصل لكافة العراقيل.
ويندب إدريس للعمل في بعض البلاد العربية، وتنقطع أخباره أعواما، على حين تجاوز سيدة ربيع الشباب، ويغيض رونق صباها، وتتلبسها صورة تعاسة مجسدة.
ويرجع إدريس من غربته رجلا في منتصف الحلقة الخامسة. لم يعد أحد يذكر قصته، ولم تعد القصة تثير أي اهتمام عند من يتذكرونها.
وتعرف حقيقة غير مألوفة في حارتنا وهي أن إدريس ما يزال أعزب، لم يدخل دنيا ولم يمارس أبوة.
ويمضي إدريس إلى أم سيدة يطلب يد ابنتها!
صفحة غير معروفة