وتقول لي وهي تنظر إلى الحارة من خصاص النافذة: حارتكم مسلية جدا. - تعالي أفرجك على أزقتها والقبو والتكية.
تتجاهل دعوتي، تتسلل نظراتي إلى عنقها وأسفل ساقيها، أتوق إلى تلاق غامض، وإشباع مبهم ومغامرة مجهولة، أريد أن ألمس خدها المتورد، لا أريد أن أصدق أنها سترحل بعد أيام، وأن قلبي لن يجد من يؤنسه.
وأستجمع شجاعتي وأقول: أتعرفين؟
وينقطع الصوت والتفكير، فتتساءل هي بنبرة محرضة على مواصلة الحديث: أتعرفين؟
ألوذ بالصمت فتسألني: لماذا تنظر إلي هكذا؟ - أنا؟! - نعم، رأيتك، لا تنكر.
وتضحك ضحكة قصيرة ثم تقول: أنت ولد شقي.
وينقبض قلبي من الشعور بالذنب. •••
وأرى أمي وعمتي ذات يوم وهما يتناوبان النظر في صورة فوتوغرافية لسعاد، وتقول عمتي: أصر العريس على رؤية الصورة. - وأبوها وافق؟ - يعني.
ويترامى إلينا صوت أبي من حجرته: تصرف غير لائق!
فتقول أمي: الزمان غير الزمان!
صفحة غير معروفة