أزيلت الأوراق الكبيرة بحرص بالغ، فكشفت عن رأس البذور الشبيهة بالريش للهندباء البرية الصفراء المحتقرة. هذا ما قطفته السيدة بحرص شديد وحملته إلى المنزل تحت غطاء آمن تماما، حتى لا يتطاير أي من أجزائها الهفهافة الرقيقة التي منها يتكون شكلها الشبيه بالغيم في خفة متناهية. وها هي الآن تستعرضها وهي سليمة تماما وتتأمل شكلها البديع، وخفتها الشبيهة بالنسمة وتكوينها الفريد الذي سرعان ما تذروه الرياح.
هتفت الكونتيسة: «انظروا، كم أبدع الرب في خلق هذه الزهرة الصغيرة! سوف أرسمها في لوحة مع فرع شجرة التفاح. الكل يبدي إعجابه بجمال فرع شجرة التفاح، لكن هذه الزهرة المتواضعة حبتها السماء بنوع آخر من الجمال، ورغم أنهما يختلفان في المظهر فكلاهما عضو في عالم الجمال.»
ثم قبل شعاع الشمس كلا من الزهرة المتواضعة وفرع شجرة التفاح المتألق، الذي علت أوراقه حمرة الخجل.
صفحة غير معروفة