وفي شرفة الفيلا - فوق الجبل - جرى الحديث في ظلام دامس. سأل الشبح الجالس فوق الكرسي الهزاز: ما وراءك؟
فأجاب الشبح الماثل بين يديه: آواه صاحب الفندق. - رجل طيب وداهية ماكر. - وعمل كل ما يمكن عمله للاهتداء إلى هويته. - ولم لم ينظر الفتى في نفسه مباشرة؟ - إنهم يفضلون الوسائل غير المباشرة. - وثار فضول الناس ؟ - لم يعد يثير فضولهم شيء. - حسن. - وظل مجهولا كاللغز. - تعني في نظر نفسه؟ - طبعا. - وكيف مضت القصة؟ - ظهر الحب. - من جديد؟ - أجل، وفي الوقت نفسه تطلع الأب إلى نقوده! - يعز على اللص أن يسرق! - إنه من رجال الأعمال يا سيدي. - وهل يوجد فرق هناك بين اللص ورجل الأعمال؟ - إنهم هناك يفرقون بينهما. - وبعد؟ - اشترك الفتى بماله في الفندق وتزوج من الفتاة. - طريفة جدا هذه اللعبة. - الحب والعمل يبتسمان. - والبحث عن المجهول من ذاته؟ - لا يكاد يخطر له على بال إلا إذا انفرد بنفسه. - وهل ينفرد بنفسه كثيرا؟ - زوجته لا تحب ذلك. - ماكرة مثل أبيها. - الحق أنها تحبه وتحب الفندق. - الأمور تتعقد والأمل يتضاءل. - ولكنه موجود. - كن يقظا وسجل كل شيء. - سمعا وطاعة.
5
اجتمعت الأسرة حول مائدة في الحديقة الصغيرة، الأب والزوج والزوجة. تلقت وجوههم ظلال المغيب وقد غيرها على تفاوت تقدم الزمن. وكان الأب يقول: لن أشهد الصيف القادم، هذا ما أشعر به.
فقالت الزوجة: ربنا يطول عمرك يا أبي.
وقال الزوج: ستتحسن صحتك.
فقال العجوز: السعيد من يذهب في هذا الزمن.
فقالت الزوجة: ليست الأحوال بذاك القدر من السوء.
فتساءل الزوج: أيمكن أن يوجد ما هو أسوأ؟
فقالت الزوجة محتجة: يوجد دائما ما هو أسوأ.
صفحة غير معروفة