دخلت المرأة تخطف الأبصار بجمالها وبريق اللؤلؤة فوق صدرها. دعاها للجلوس وهو ينحني لها تحية، ثم قال: شرفت الدار. - شكرا. - كنت في انتظارك لتسليمك القرض كما تم الاتفاق عليه مع زوجك. - ولولا المرض لجاء بنفسه. - أعرف ذلك، شفاه الله، ولكن اسمحي لي أن أقدم لك كأسا. - شكرا.
وتنهد الرجل وقال بأسى: إذن لم تعرفيني بعد؟
فحدجته بنظرة غريبة فقال: أكثر من مرة تقابلنا بحضور زوجك، ولكنك لم تعرفيني للأسف.
لم تحول عنه عينيها فقال: لم تتغيري، أما أنا ...
هتفت: أنت؟! - أجل! - أي مفاجأة! - لا تعجبي فأنت العجب.
ولاذت بالصمت دقائق ثم سألته: أين كنت طيلة ذلك الدهر؟ - الحق أني لا أدري. - غير معقول. - هو غير معقول حقا ولكنه واقع. - كنت في مكان ما ولم تعن بالاتصال بي. - كنت في مكان ما واستحال علي الاتصال بأحد. - أين كنت؟ - في الظلام. - لا أفهم. - وليس عندي ما أقوله أكثر من ذلك، دعينا مما مضى وانقضى. - إنك لا تدري مدى تلهفي على معرفة ذلك. - وأنا عاجز عن إشباعه !
وتبادلا نظرة كئيبة حتى قال: وطلبت أنت الطلاق. - اضطررت إلى ذلك. - وتزوجت مرة بعد مرة.
فلاذت بالصمت، فقال: لك كمال مروع لا يحتمل.
فقالت بتبرم: دعنا من سيرته.
فتنهد قائلا: لذلك لا أجد فائدة في منح القرض! - ولكنك وعدته! - لن يغير من المصير المقرر.
صفحة غير معروفة