فتنهد قائلا: في محنتي الراهنة لا أجد قدرة على الإيمان بشيء. - أرأيت؟! إني ذاهبة وعليك أن تحسم أمرك للمرة الأخيرة وإلى الأبد.
واندفعت خارجة من الحجرة وهي تردد: للمرة الأخيرة وإلى الأبد.
7
جلسا جنبا إلى جنب، عبد الله وشيخ الحارة. فرغا من احتساء الشاي وشيخ الحارة يقول: خمنت من بادئ الأمر لم دعوتني يا صديقي.
فقال عبد الله بحرارة: بالنسبة إلي فهي مسألة حياة أو موت.
فقال شيخ الحارة بامتعاض: تجنب من فضلك المبالغات العاطفية. - يهمني جدا أن أعرف الأسباب التي أدت إلى القبض على الشيخ مروان عبد النبي والأستاذ عنتر عبد العظيم.
فلوح شيخ الحارة بيده متضايقا وقال: عيب أهل حارتنا أنهم يخلطون بين العلاقات الشخصية والأمور العامة! - ليس الفضول على الإطلاق ما يدفعني إلى سؤالي! - ليس الفضول وحده ولكن علاقتك الوطيدة بالرجلين. - ولا ذاك أيضا، ولكن لأن على الجواب تتوقف حياتي، حياة أسرتي، سعادتي في هذه الحياة. - لعلك تعني المضاعفات التي أصابت حياتك الزوجية فيما مضى؟ - نعم . - إنه موقف يشاركك فيه كثيرون من أهل حارتنا!
فتساءل عبد الله بذهول: حقا؟ - هو الحق على وجه اليقين. - أتعني ...؟! - أعني أن الرجلين بحكم عملهما، اتصلا بأسر كثيرة، ونزلا منها نفس المنزلة التي نزلاها من أسرتك.
فقال عبد الله باهتمام: حدثني عما وقع لتلك الأسر؟
فقال بعدم اكتراث: منهم من خاب ظنه فيهما فطلق، ومنهم من أصر على الثقة بهما فمضت حياتهم كما كانت تمضي من قبل دون أدنى تأثر.
صفحة غير معروفة