مقارنة بين مهرتين
كانت الأولى (جوزفين) الظرف مجسما، وقد جمعت إلى ظرفها سائر فنون التجمل والتبرج، أما الثانية (ماري لويز)، فكانت طاهرة بسيطة القلب، ولم أر في إحداهما أخلاقا غير مقبولة أو سلوكا سيئا، بل كانت كل واحدة في نظري كاملة، وكانت جوزفين تفرغ جهدها في الوقوف على ما يزيد جمالها وبهاءها بدون أن يلحظ أحد عليها ذلك. أما ماري فلم تكن تحلم بوجود طرق للتجمل والتزين. كانت جوزفين صادقة أبية، وكانت الثانية لا تعرف الرياء ولا تحب إلا الطريق المستقيم، وكانت الأولى لا تطلب شيئا إنما كانت عليها ديون في كل مكان، أما الثانية فلم تكن تخشى أن تطلب ما تريد عندما ينفد كل ما لديها. ولكن كان هذا نادرا، وبالجملة كانت الزوجتان فاضلتين جميلتين مخلصتين لزوجهما.
دي سانت امند، ص352
بين نارين
إني وإن كنت أحببت ماري لويز حبا جما، فقد أحببت جوزفين أكثر منها، وليس في هذا غرابة؛ لأن جوزفين هي الزوجة التي كان زواجها ثمرة الحب، ثم إننا ارتقينا سلم المعالي معا. كانت ماري أسلم طوية من جوزفين، وكانت جوزفين لا تحكم في أمر إلا بعد التروي، وكانت تعترف لي بذنوبها في كل شهر وتعدني بالتوبة النصوح، ثم لا تلبث أن تتوب حتى تعود، لو أن جوزفين حملت ولدا ما تركتها حياتي، ولكن وا أسفاه!
جورجو، ص137
أتى طيف الحبيبة في المنام
رأيت فيما يرى النائم كأنني ألقى جوزفين، فلما رأتني لم تضمني إلى صدرها كعادتها، بل فرت مني ثم لما تحادثنا ونظرت في وجهها، فإذا هو لم يتغير وإذا هي كما كانت في إخلاصها لي وحنوها علي، وقد قالت لي: إننا سنلتقي قريبا ولن نفترق بعد ذلك أبدا.
رؤيا قصها نابوليون على مونتولون صباح 26 أبريل سنة 1821، قبل موته بأيام معدودة وجوزفين ماتت سنة 1814.
مونتولون، ص204، جزء 3
صفحة غير معروفة