إنني ناقم من كل شيء، وأنا في حاجة شديدة إلى الراحة ولست مهتما بما يكون لي في المستقبل.
وأحتمل مصائب الحياة بدون أن أعلل نفسي بالآمال الفارغة، إنني أحمل معي من فرنسا تذكارات تبهجني وتريعني منذ اليوم إلى آخر حياتي، وسوف يبقى الجرح الذي أصاب نفسي في الحوادث الأخيرة غير مندمل.
جوسلين، ص318
حسرة الملك المخلوع
إن من يرث عرشا وتاجا ويتولى الملك ثم يعزل تكون مصيبته لا تقدر؛ لأنه يولد في النعيم ويدرج في حجر العز ويشب وكل من حوله من الخدم والحشم والأهل والأقارب والأصحاب والخلان والوزراء والحكام يسيرون بأمره وينفذون كلمته، فتصبح فخفخة السلطان من حاجاته التي لا غنى له عنها، فإذا فقدها جميعا كان الموت لديه أهون؛ لأن سبيله أحلى من التخلي عن الملك وأسهل.
كولينكورت، ص133، جزء 2
التيجان الثلاثة
لبست تاج فرنسا المصاغ من ذهب وتاج إيطاليا المصنوع من حديد، وقد ألبستني الآن إنكلترا تاجا أعظم من كليهما، ألا وهو تاج الشوك الذي لبسه المسيح، وأنا أعتقد أن كل مسبة توجه نحوي وكل فظ يقصد إساءتي يضيف إلى مجدي مجدا وإلى شرفي وسؤددي شرفا وسؤددا، وسوف تخلد إنكلترا ذكري بما تصبه على رأسي من جام سخطها، وما ترشقني به من سهام غيظها وانتقامها. «مذكرة يومية في سانت هيلانة» تأليف ملكولم، ص159
جلال المصائب
إن للمصائب مجدا، فقد تنزل بالرجل كارثة فترفعه إلى مقام الأبطال، ولو لم تصبني الكارثات لبقي تاريخ حياتي ناقصا، فإذا مت وأنا على عرشي محاطا بكل مظاهر البطش والقوة، عجز المؤرخون والمفكرون عن حل اللغز الذي كان يحيط بحياتي، أما الآن فقد حلت المصيبة التي أصابتني عقدة من ألسنة الناس، وأصبحوا في حل من التصريح بآرائهم وأفكارهم بدون تستر.
صفحة غير معروفة